جاءني من رجٍل، وما في الدار من رجٍل، وما ضربت من أحٍد، هذا على الطريقة الأولى.
وعلى الثانية: إنما يصح التمثيل بما في الدار من أحد، وما جاءني من أحد، وما أشبه ذلك، فعند ذكر أحد تتعين الزيادة، ولكن إنما يقع الاعتماد في التمثيل هنا على الأولى، وعند ذلك يتسع مجال التمثيل، ففي القرآن:{وما من إله إلا الله}. {وما من إله إلا إله واحد}، {أن تقولوا ما جاءنا من بشيٍر ولا نذير}. {وما آتيناهم من كتٍب يدرسونها وما أرسلنا إليهم قبلك من نذير}. وذلك كثير.
وأما شبه النفي: فالاستفهام، والنهي، فالاستفهام نحو قولك: هل جاءك من أحد؟ ، وهل في الدار من أحٍد؟ وفي القرآن:{هل من خالق غير الله}. {وإذا ما أنزلت سورة نظر بعضهم إلى بعض هل يراكم من أحٍد}. {هل من شركائكم من يفعل من ذلكم من شيء}. والنهي نحو: لا تضرب من أحد، ولا تقم من أحد. واشتراطه هذا الشرط بناء منه على مذهب الجمهور من البصريين.
وذهب الكوفيون والأخفش إلى جواز زيادتها في الواجب من غير اشتراط نفٍي أو شبهه، وإليه مال في التسهيل، واستدل عليه في الشرح