كتاب شرح ألفية ابن مالك للشاطبي = المقاصد الشافية

أبنية المصادر - ج: 4 - ص: 338

ومما جاء في (فَعَل) المفتوح العين غير المتعدَّي قولهم: ذَهَبَ ذَهَاباً، وقامَ قِيَاماً، وسَكَتَ سَكْتاً (١)، وعَجَز عَجْزاً، وهَدَأَ اللَّيْلُ هَدْأً، وفَسَق فِسْقاً، وحَلَفَ حَلِفاً، ومَزَحَ مُزَاحاً.

وفي (فَعِلَ) المكسور العين: لَبِثَ لُبْثاً / ولَبْثاً، وحَرِدَ حَرَداً (١)، وحَمِيت الشمسُ حَمْياً، ... ٤٧٢ ولَعِبَ لَعشباً، وضَحِكَ ضَحِكاً، وأَدِمَ أُدْمةً، وشَهِبَ شُهْبَةً، وقَهِبَ قُهْبَةً (٢).

وفي الأمثلة المُسَتَثْاة قالوا: شَبَّ الفرسُ شَبَّا، وخَلأَت الناقةُ خَلأً، بالفتح (٣).

وقالوا: غَلَتِ القِدْرُ غَلَياناً، وطافَ طَوْفاً وطَوَفَاناً، وجَالَ جَوُلاً، وقَفَزَ قَفْزاً.

وقالوا: صاحَ صِياحاً وصَيْحاً، وهَتَفتَ الحمامةُ هَتْفاً؛ مَدَّتْ صوتَها، وخَبَّ خَبَباً (٤)، وسار سَيْراً.

وقالوا: نَعَقَ بالغنَمَ نَعَقَاناً، ونَعَبَ الغرابُ نَعْباً ونَعَبَاناً، وَحَبَ نَحْباً؛ أعلن بالبكاء.

ومما جاء في (فَعُل) المضموم العين مخالفاً لما مضى قولهم: جَمُلَ جَمَالاً (٥)، وقَبُحَ قُبْحاً، وحَسُنَ حُسْناً، وبَهُوَ بَهاءً، وطَهُرَ طُهْراً، ومَكُثَ مُكْثاً، وصَغُر صغَراً، وكَبُرَ كِبَراً، وبَطُنَ بِطْنَةً، وضَعُفَ ضَعْفاً، وما أشبه ذلك.

وأكثرُ ذلك ذكره سيبويه (٦). وجميعُه موقوف على السماع كما قال

---

(١) حَرِد، يَحْرَد، حَرَدا: غضب، واغتاظ فتحرش بالذي غاظه وهَمَّ به.
(٢) أَدم، يأدَم، وأَدَماً: اشتدت سمرته. وشَهِبَ، يَشْهَب، شَهَبا وشهبة: خالط بياض شعره سواد، وقَهِبَ، يَقْهَب: كان لونه القُهْبَة، وهي غُبْرة تعلو أي لون كان.
(٣) خَلأَت الناقةُ تخْلأ، خَلأ، وخِلاَء، وخُلوءا: حَرَنت.
(٤) خَبَّ الفرسُ، يُخبُّ. خَباً وخَبَباُ وخَبِيباً: عدا. وخبَّ الرجل في الأمر: أسرع فيه.
(٥) (ت) ((جمل جملا)) وهو تصحيف.
(٦) انظر: الكتاب ٤/ ٥ - ٥٥.