كتاب شرح ألفية ابن مالك للشاطبي = المقاصد الشافية

أبنية المصادر - ج: 4 - ص: 339

الناظم.

إلا انه يبقى في هذا الحصر نظر؛ فإنَّ مما لم يذكره قبلُ ما يكون قياسا. من ذلك (الفِعَالَة) في (فَعَلَ) إذا كان مراداً به الوِكَالُة والقيام على الشِيء (١)، كتَجَر تِجَارَةً، وحَرَثَ حِرَاثَةً، وصَنَعَ صِنَاعَةً، وسَاسَ سِيَاسَةً، وعَرَفَ عِرَافَةً، وآلَ إِيَالَةً، وعافَ عِيافَةً، وقافَ قِيَافَةً (٢)، وأَمَرَ إِمَارَةً، وخَلَفَ خِلافَةً، وهو كثير.

ومن ذلك (الفِعَال) بكسر الفاء للتَّصويت، نحو: صَاحَ صِيَاحاً، وزَمَرَ النَّعامُ زِمَاراً، وعَرَّ الظليمُ عِرَاراً (٣)، وهَتَفَ هِتَافاً، وما أشبه ذلك، وهو من الفعل الذي لا يتعدَّى على (فَعَلَ).

ومن ذلك (الفِعَال) أيضا للهِيَاج من الذكر والأنثى، فالذكر نحو: الهِبَاب والقِرَاع والضِّرَاب والنِّكَاح. والأنثى نحو: الصِّراف والحِرَام والوِدَاق، يقال: هَبَّ التَّيْسُ وهِبَاباً (٤)، وقَرَعَ الفحلُ النَّاقة قِرَاعاً، وضَرَبها ضِراباً، ونكَحَهَا نكَاحاً، وصَرَفَتِ الأُنْثى صِرَافاً؛ اشتهت الضِّراب، ووَدَقَتْ وِداقاً (٥)، وكذلك سائرها.

ومن ذلك (الفُعْلَة) لـ (فَعِلَ) في الألوان؛ نحو: شُهْبِة في: شَهِبَ، وقُهْبة

---

(١) في الأصل ((الوكاة والقياد على الشيء)) وهو خطأ واضح. وما أثبته من (ت، س).
(٢) يقال: عَرَفَ فلان على القوم، يَعْرُف، عِرافة، إذا دَبَّر أمرهَم، وقام بسياستهم. ويقال: آل فلان الرعية، يؤول، إيَالة: ساسهم، وآل المالَ: أصلحه وساسه. والعِيافة: زجر الطير للتفاؤل أو التشاؤم. وأما القِيافة فهي تتبع الأثر.
(٣) الزَّمار: صورت النعامة. والظليم: ذكر النعام، وعِرَاره: صياحه.
(٤) يقال: هَبَّ التيس، إذا صاح وهاج للضراب. والمِهْباب من الفحول: الكثير الصياح والهياج للضراب.
(٥) الوِدَاق في كل ذات حافر: إرادة الفحل، والحرص عليه.