للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وإنما يُستعمل في موضعه المزيدُ، كالوِكَالَة / من: تَوَكَّل، والحِرَابَة من: حَارَبَ، ونحو ذلك ... ٤٧٣ مما لم يستعمل له ثلاثي. فلما كان كذلك لم يَأْتِ به الناظم؛ لأنه إنما يَذكر ما يَطِّرد في بناء الثلاثي، وهذا ليس كذلك.

وأيضا فإنه إنما تكلَّم في الأبنية لكل فِعْلٍ على حِدَته، إلا ما كان من المتعدِّي الذي اطَّرد فيه (فَعْل) على الإطلاق، و (الفِعَالَة) ليس مما يَختص ببناءٍ دون بناء. ومع ذلك لو تأملَّتَ كلَّ بناءٍ للفعل لشكَّكتَ هل يَطَّرد فيه (الفِعَالَة) أم لا.

وأيضاً فَلماَّ لم يَختص بالثلاثي دون غيره أَشْبه الأسماءَ التي ليست بمصادر، من حيث لم يَطَّرد جريانُه على بناء الثلاثي فصار مثل: السَّلاَم من: سَلَّم، والكَلاَم من: كَلَّم، فَترك ذكرَه كما تَرك ذكر (الفُعَالَة) فيما كان من بقايا الشِيء، وذلك نحو: القُرَاضَة، والكُسَاحَة (١)، وكما تَرك ذكرَ (الفِعَال) في انقضاء الزمان، كالصِّرَام والحِصَاد (٢).

وأما (الفِعَال) في التَّصويت وفي الهَيجَان فليس بكثير، فقد يكون تَرَك ذلك لأنه عنده لم يبلغ مبلغَ القياس، ولذلك لم يَذكره في ((التَّسْهيل)).

وأما (الفُعْلَة) فالاعتراض به قوي، والله أعلم.

وعن الثاني أن المسموع في هذا الباب كثير جدا، ومحتاج إلى


(١) القُراضة: ما سقط بالقَرْض، وهو القطع بالمِقْراضَيْن، كقراصنة الذهب والفضة، ومقُرضى الثوب، وهو ما يقطعه الخياط بالمقراض ويلقيه. والَسَاحة: الكُنَاسة، وزناً ومعنى.
(٢) الضِرِّام، بالفتح والكسر: جنى الثمر، وأوان نضجه. والحصَاد، بالفتح والكسر كذلك: الحَصْد، وأوان الحصد، والزرع المحصود، وثمر الشجر.
(٣) انظر: ص ٢٠٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>