للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

المُعرب ما سَلِمَ عن شبه الحرف, فاقتضى أن شيئًا من الأشياء غير شبه الحرف لا يُبنى له الاسم, وهذا مذهب سيبويه. ألا تراه قال: وأما الفتح والضم والكسر والوقف فللأسماء غير المتمكنة المضارعة عندهم ما ليس باسم ولا فعل مما جاء لمعنى ليس غيرُ نحو: "سوف" و "قد" , فموجب البناء عنده شيء واحد, وقد اختلفت عبارات الناس في عدِّ موجبات البناء, فالمحققون على أن ذلك واحد كما ذكر الناظم, وإياه عضَّد الشَّلوين حتى حمَل قول سيبويه ليس غير, على أنه يرجع إلى الأيماء غير المتمكنة, والمعني عنده أن علة البناء في الأسماء إنما هو عدم تمكنها, أي مضارعتها للعديم التمكن من الكلم الثلاث وهو الحرف ليس غير, ثم تأول ما كان غيره خارجًا عن شبه الحرف.

ومنهم من عدَّ وجهين وهما شبه الحرف وتضمن معناه كالفارسي وابن جِنِّي وهو بمعنى الأول, لأن تضمن معنى الحرف من أنواع شبه الحرف, إذ ليس شبه الحرف أتيا على وجه واحد كما تقدم, فهذا غير مخالف لمذهب سيبويه.

ومنهم من ذكر ثلاثة أوجه فزاد خروج الاسم عن أصله ونظائره, ذكر ذلك ابن خروف ونبَّه به على بناء "أي" عند سيبويه إذا سيبويه إذا حذف المبتدأ من صِلَتِها نحو: أكْرِم أيهم أفضل.

<<  <  ج: ص:  >  >>