ومنهم من عدَّ أربعة أوجه كالسِّيرافي حيث قال: البناء في الأسماء إما لمشابهة الحروف, أو للتعلق بها, أو لوقوع المبنى موقع فعل مبني, أو لخروجه عمَّا عليه نظائره. ولعله يردي بالتعلق بالحروف تضمُّنها لمعانيها أو الإبهام في الأشياء وقد تقدَّم ذلك.
ومنهم من عدَّ خمسة أوجه كالجُزُوليِّ, وهي شبه الحرف وتضمُّن معناه والوقوع موقع المبني, ومضارعة ما وقع موقع المبني, والإضافة إلى المبني وقد عُدّت أكثر من ذلك حتى إن بعد تلاميذ شيخنا الأستاذ أبي عبدالله الفخَّار -رحمة الله عليه- رفعها إلى اثنين وعشرين وجهًا, لكنها إذا ضُبطت ترجع إلى أقل من ذلك. وحاصل ما زادوه على ما ارتضاه الناظم ثمانية أوجه: الوقوع موقع الفعل المبني ومضارعته وكثرة موانع الصرف والإضافة إلى مبني, والتركيب, والقطع عن الإضافة, والخروج عن النظائر (وكثرة الاستعمال).
فأما الأول: فعَنَوا به أسماء الأفعال, وقد تقدَّم أن الوقوع موقع الشيء يُوجب للواقع شَبَهًا بالموقوع موقعه, وإذا كان كذلك فشَبَهُ الفعل لا يوجب أكثر من مَنْع الصرف, أما أن يوجب البناء فلا, وإنما الذي