للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

والثاني: أنه نظامٌ لصنوف الحِكَم، وقِوامٌ لأنواعِ الحُجج، قال النبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "أُوتيتُ جوامعَ الكَلِم" (١).

والثالث: أنه جمعَ معانيَ جميع كتب اللَّه المنزلةِ، قال النبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "أوتيتُ السبعَ الطُّولَ (٢) مكان التوراة، والمئينَ مكان الزَّبور، والمثانيَ مكانَ الإنجيل، وفضِّلتُ بالمفصَّل" (٣).

والرابع: أنه يُجمعُ لأهله خيرُ الدارين، قال تعالى: {وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا} [البقرة: ٢٦٩].

والخامس: أنه يُجمع بين أهله وبين النبيين والصِّديقين والشهداء والصالحين


(١) رواه البخاري (٧٢٧٣)، ومسلم (٥٢٣)، من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه.
(٢) في (ر) و (ف): "الطوال"، وفي هامش (ف): "قوله: "أوتيت السبع الطوال" فالسبع الطوال: البقرة وآل عمران والنساء والمائدة والأنعام والأعراف والأنفال فالأنفال مع التوبة نزلا جميعًا في مغازي رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فالطوال هي مضمومة الطاء مفتوحة الواو واحدها الطُوَل كالأول والأولى.
والمثاني فهو اسم لسبع سور تتلو السبع الطُّوَل أولها يونس وآخرها النحل وإنما سميت مثاني لأنها ثنيت الطُّوَل.
وأما المئون فهي سبع أولها سورة بني إسرائيل وآخرها المؤمنون، وسميت بذلك لأن كل سورة منها مئة وزيادة يسيرة أو نقصان يسير.
وأما المفصل بعد الحواميم من قصار السور إلى آخر القرآن، سميت مفصلًا لكثرة الفصولات فيها ببسم اللَّه الرحمن الرحيم".
(٣) رواه الطيالسي في "مسنده" (١٠١٢)، وأبو عبيد في "فضائل القرآن" (ص: ٢٢٥)، والإمام أحمد في "المسند" (١٦٩٨٢)، من حديث واثلة بن الأسقع رضي اللَّه عنه. وهو حديث حسن كما ذكر محققو "المسند"، وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" (٧/ ٤٦) وقال: رواه أحمد، وفيه عمران القطان، وثّقه ابن حبان وغيره، وضعَّفه النسائي وغيره، وبقية رجاله ثقات.