أي: إنَّ هذا لا يتِمُّ لهم على ما يُضمِرونه، بل أُعْلِيكَ عليهم، فينقادوا لكَ أو أبيدَهم بسيفكَ.
وقيل: أي: يتوهَّمون أنهم إذا أصرُّوا عليه نالوا به الرِّفْعة، واستداموا به الرِّياسة، وما هُم ببالغي ذلك، بل أُعْلِيكَ عليهم وأُصيِّرُهم إلى الهَوان في الدنيا والآخرة.
وقيل: أي: في قلوبهم حسَدٌ لكَ على نبوتكَ، وما هُم ببالغي النبوة، إنما يُؤتيها اللَّه تعالى مَن يشاء، والكِبْرُ على هذا التأويل أمرٌ كبيرٌ؛ كما قال:{وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ}[النور: ١١].
وقيل:(في صدورهم كِبْرٌ)؛ أي: أمر كبير، وهو قصدُهم قَتْلَكَ، {مَا هُمْ بِبَالِغِيهِ} بل لا يُميتُكَ اللَّه (١).
وقيل: هو تمنِّيهم موتَكَ قَبْل أنْ يُكمِلَ اللَّه بكَ الدِّين، قال تعالى:{أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ}[الطور: ٣٠]، {مَا هُمْ بِبَالِغِيهِ}، بل لا يُميتكَ اللَّه حتى يُكمِلَ بكَ الدِّين، ويقمَعَ بكَ المشركين.
وقولُه تعالى:{فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}: أي: فاستعذ مِن شرِّهم باللَّه، إنه هو السميع بما يقولون، والبصير بما يعملون.