وقولُه تعالى:{وَمَا تَفَرَّقُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ}: أي: وما كان تَفَرُّقُ هؤلاء المشركين -وقيل: يعني: أهلَ الكتابِ- في الدِّين لِقُصور البيان وخَفاء الحق، فقد جاءهم البيانُ وحصَلَ به العلمُ، لكنهم حسَدوا محمدًا وتطاولوا، فلم يُتابعوه ولم يُصَدِّقوه، فاستحقُّوا به العذابَ.
وقولُه تعالى:{وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى}: أي: ولولا ما سبَقَ مِن حُكْمِه بتوقيت (١) عذابهم بأجلٍ مُسَمًّى، وهو قد يكون في الدنيا، وقد يكون يوم القيامة.
{لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ}: قيل: بالتمييز بين المُحِقِّ والمُبْطِلِ بالثواب والعقاب.
وقيل: أي: لَأُتِمَّ هَلاكُهم.
{وَإِنَّ الَّذِينَ أُورِثُوا الْكِتَابَ مِنْ بَعْدِهِمْ}: أي: مِن بعد نوح وإبراهيم وقومهما، وهذا على تأويل مَن حمَلَ المُتَفَرِّقين على مُشْركي العرب.
ومَن قال: هم المُتَفَرِّقون مِن الأمم الماضية، فقولُه:{مِنْ بَعْدِهِمْ}: أي: مِن بَعْد الذين تفرَّقوا، و {الَّذِينَ أُورِثُوا الْكِتَابَ}: هم اليهود والنصارى.
{لَفِي شَكٍّ مِنْهُ}: أي: ممَّا وصَّيْنا به نوحًا وإبراهيمَ. وكذا:
{مُرِيبٍ}: مُوقِعٍ في الرِّيبة؛ أي: التُّهمة.
وقيل: المُتَفَرِّقون هُمُ اليهود والنصارى، و {الَّذِينَ أُورِثُوا الْكِتَابَ مِنْ بَعْدِهِمْ}: العربُ أُنْزِلَ القرآنُ على نبيِّهم.