للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

(١٤) - {وَمَا تَفَرَّقُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ أُورِثُوا الْكِتَابَ مِنْ بَعْدِهِمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ}.

وقولُه تعالى: {وَمَا تَفَرَّقُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ}: أي: وما كان تَفَرُّقُ هؤلاء المشركين -وقيل: يعني: أهلَ الكتابِ- في الدِّين لِقُصور البيان وخَفاء الحق، فقد جاءهم البيانُ وحصَلَ به العلمُ، لكنهم حسَدوا محمدًا وتطاولوا، فلم يُتابعوه ولم يُصَدِّقوه، فاستحقُّوا به العذابَ.

وقولُه تعالى: {وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى}: أي: ولولا ما سبَقَ مِن حُكْمِه بتوقيت (١) عذابهم بأجلٍ مُسَمًّى، وهو قد يكون في الدنيا، وقد يكون يوم القيامة.

{لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ}: قيل: بالتمييز بين المُحِقِّ والمُبْطِلِ بالثواب والعقاب.

وقيل: أي: لَأُتِمَّ هَلاكُهم.

{وَإِنَّ الَّذِينَ أُورِثُوا الْكِتَابَ مِنْ بَعْدِهِمْ}: أي: مِن بعد نوح وإبراهيم وقومهما، وهذا على تأويل مَن حمَلَ المُتَفَرِّقين على مُشْركي العرب.

ومَن قال: هم المُتَفَرِّقون مِن الأمم الماضية، فقولُه: {مِنْ بَعْدِهِمْ}: أي: مِن بَعْد الذين تفرَّقوا، و {الَّذِينَ أُورِثُوا الْكِتَابَ}: هم اليهود والنصارى.

{لَفِي شَكٍّ مِنْهُ}: أي: ممَّا وصَّيْنا به نوحًا وإبراهيمَ. وكذا:

{مُرِيبٍ}: مُوقِعٍ في الرِّيبة؛ أي: التُّهمة.

وقيل: المُتَفَرِّقون هُمُ اليهود والنصارى، و {الَّذِينَ أُورِثُوا الْكِتَابَ مِنْ بَعْدِهِمْ}: العربُ أُنْزِلَ القرآنُ على نبيِّهم.


(١) في (أ): "بتوقيف".