للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

عِكْرِمةَ بن أبي جهلٍ، فهزَمه حتى أدخلَه مكةَ، ثم عاد فهزمَه حتى أدخلَه جوفَ مكةَ، فنزلت هذه الآيةُ (١).

وقال أنس: اطَّلَعَ قومٌ على النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- مِن قِبَلِ التَّنْعيم لِيَأْخُذوه، فأخذَهم رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فخلَّى سبيلَهم، فأنزلَ اللَّهُ (٢) هذه الآيةَ (٣).

* * *

(٢٥) - {هُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَالْهَدْيَ مَعْكُوفًا أَنْ يَبْلُغَ مَحِلَّهُ وَلَوْلَا رِجَالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِسَاءٌ مُؤْمِنَاتٌ لَمْ تَعْلَمُوهُمْ أَنْ تَطَئُوهُمْ فَتُصِيبَكُمْ مِنْهُمْ مَعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ لِيُدْخِلَ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا}.

{هُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَالْهَدْيَ}: أي: وصَدُّوا الهَدْيَ.

{مَعْكُوفًا}: أي: مَوْقوفًا مَمْنوعًا.

{أَنْ يَبْلُغَ مَحِلَّهُ}: أي: عن أنْ يبلُغَ المَوْضِعَ الذي يحِلُّ فيه ذَبْحُه، وهو الحَرَمُ.


(١) رواه الطبري في "تفسيره" (٢١/ ٢٩١)، وفي "تاريخه" (٢/ ٦٢٢) عن ابن أبزى.
قال ابن كثير في "تفسيره" (٧/ ٣٤٣): ورواه ابن أبي حاتم عن ابن أبزى بنحوه، وهذا السياق فيه نظر، فإنه لا يجوز أن يكون عام الحديبية؛ لأن خالدًا لم يكن أسلم، بل قد كان طليعة المشركين يومئذ، كما ثبت في الصحيح، ولا يجوز أن يكون في عمرة القضاء؛ لأنَّهم قاضوه على أن يأتي من العام المقبل فيعتمر ويقيم ثلاثة أيام، فلما قدم لم يمانعوه، ولا حاربوه ولا قاتلوه، فإن قيل: فيكون يوم الفتح؟ فالجواب: لا يجوز أن يكون يوم الفتح؛ لأنَّه لم يسق عام الفتح هديًا، وإنما جاء محاربًا مقاتلًا في جيش عرمرم، فهذا السياق فيه خلل، قد وقع فيه شيء، فليتأمل.
(٢) في (ر): "فنزلت".
(٣) رواه عنه الإمام أحمد في "مسنده" (١٢٢٢٧)، ومسلم (١٨٠٨)، وأبو داود (٣/ ٦١)، والترمذي (٣٢٦٤)، والنسائي (٨٦١٤)، والطبري في "تفسيره" (٢١/ ٢٩٠).