د) كانت هناك عناصر أخرى أدَّت إلى عزوف اليهود عن الإنجاب، من بينها تحسن مستواهم المعيشي، والقلق الذي كان يعيشه أعضاء الجماعات اليهودية في الفترة بين الحربين وإبَّان الحرب العالمية الثانية، وكذلك تزايد معدلات العلمنة وبالتالي زيادة التوجه نحو اللذة وتحقيق الذات، الأمر الذي يقوض من الرغبة في إنجاب الأطفال.
وبالفعل، يُلاحَظ تناقص أعداد اليهود وضمنهم يهود اليديشية. فبعد أن كانوا يتمتعون بأعلى نسبة خصوبة وتَكاثُر بين شعوب الإمبراطورية القيصرية في منتصف القرن التاسع عشر، انخفضت النسبة إلى أقل النسب على الإطلاق في عام ١٩٢٦. فبعد أن كانت ٣٥.٩ في الألف، انخفضت إلى ٢٤.٨ في الألف. وفي بولندا، انخفضت النسبة من ٢٨.٦ في الألف عام ١٩٠٠ إلى ١٢.٣ في الألف عام ١٩٢٥ في وارسو، وإلى ١١.٦ في الألف في لودز عام ١٩٢٥. أما يهود المجر، فقد انخفضت النسبة بينهم من ٣٣.٩١ في الألف في بداية القرن الحالي إلى ١٠.٥ في الألف، أي أنها انخفضت نحو ٢٣.٤ في الألف. وكانت نسبة المواليد في بروسيا (ألمانيا) ٥.٢ في الألف عام ١٩٣٥ و٢ في الألف في لندن عام ١٩٣٢. وقد حدا هذا الوضع بالكُتَّاب اليهود إلى التحذير من أن يهود أوربا قد يختفون تماماً لأن معدلات المواليد لا تعوض الوفيات. وعلى مستوى العالم، كانت النسبة ٥.٥٣ في الألف في الفترة ١٨٢٢ ـ ١٨٤٠، انخفضت إلى ١٩.٧ في الألف في الفترة ١٨٩٨ ـ ١٩٠٢، ثم إلى ٩.١ في الألف عام ١٩٢٩. كما أنها انخفضت إلى ما دون ذلك لمدة عشرين عاماً (١٩٢٩ ـ ١٩٤٩) . وكان معدل نسبة المواليد في الفترة ١٩٠٦ ـ ١٩١٠ هو ٣٢ في الألف، ونسبة الوفيات ١٥ في الألف، والزيادة الطبيعية هي ١٧ في الألف. ثم انخفضت إلى نحو النصف في نحو خمسة وعشرين عاماً، ففي الفترة ١٩٢٦ ـ ١٩٣٠ كانت نسبة المواليد هي ٢١ في الألف والوفيات ١٢ في الألف، والزيادة الطبيعية ٩ في الألف (انخفضت إلى ٨ في الألف عام ١٩٣٢) . ولا توجد إحصاءات عن الفترة