في السياق نفسه تكوَّنت، في مصر، أواسط سنة ١٩٤٦، "الرابطة الإسرائيلية لمكافحة الصهيونية"، بمبادرة من منظمة "إيسكرا" الشيوعية المصرية السرية، حيث كلفت "قسم اليهود" في المنظمة بتأسيس هذه الرابطة، بعد تعاظُم الخطر الصهيوني، والتهاب القضية الفلسطينية، وهو ما تطلَّب تنظيماً جماهيرياً، يؤكد انفصال الدين اليهودي عن الصهيونية، الحركة السياسية الموالية للاستعمار، ومن هنا عداء الصهيونية لليهود، فضلاً عن عدائها للحركات الوطنية. كما يناضل هذا التنظيم ضد الصهيونية ولأن هذا التنظيم سيحصر نشاطه في الوسط اليهودي المصري، لذا كان طبيعياً أن يقوم على أكتاف اليهود.
هكذا تأسست "الرابطة الإسرائيلية لمكافحة الصهيونية". ولخصت أهدافها "في محاربة العنصرية، ومكافحة الاستعمار، وربيبته الصهيونية". وشدَّدت على أن جماهير اليهود تعادي الصهيونية. ودعت الرابطة إلى "تكتيل جميع العناصر الوطنية المخلصة، لتحطيم الاستعمار، وقهر الصهيونية، وإيجاد شرق عربي حر مستقل، يظلله التسامح، وجو الأخاء المطهر من العنصرية العصبية المقيتة، التي لن يكسب من ورائها سوى الغاصب المحتل".
ضمت اللجنة التأسيسية للرابطة في عضويتها: عزرا هراري (أمين السر) ؛ ومارسيل إسرائيل؛ وإدوار متالون؛ وهانزين كاسفلت؛ وإدوارد ليني.
رأت الرابطة أنها بمناهضتها للصهيونية "تخدم المصالح الحقيقية للطائفة اليهودية المصرية" وقد وقعت الرابطة بين مطرقة الحكومة المصرية المستبدة، وسندان الصهيونية النشيطة في مصر. مع ذلك، نجحت الرابطة في إصدار كراسة واحدة، في يونيه ١٩٤٦. وفي مايو ١٩٤٧ اعتقلت حكومة محمود فهمي النقراشي المصرية أعضاء اللجنة التأسيسية للرابطة، وأفرجت عنهم، بعد ٤٨ ساعة.
في الكراسة عددت الرابطة أهدافها، في:
١) الكفاح ضد الدعاية الصهيونية التي تتعارض مع مصالح كل من اليهود والعرب.