قال اليمني:"الفرق بين ضميري المتكلم والمخاطب وضمير الغائب: أن ضمير الغائب يحتمل أن يكون لكل ظاهر سابق ذكره، فإذا أبدل أفاد البدل بياناً، ولذلك لا يجيزون: ربك وربي رجلاً، وأجازوا: ربه رجلاً".
فإن قلت: ها هنا ليس له محمل سوى القرآن؟
قلت: بالنظر إلى نفسه الاحتمال قائم، وان قوله:"وحياً" صفة مخصصة لـ "كتاباً"؛ لأن الكتاب أعم من أن يكون وحياً أو غير وحي. وكذا "قرآناً"؛ لأن الوحي يعم الكتب السماوية جميعها.
وأما التتميم والتكميل؛ فلأن جميع الصفات المتواليات مشعرة بكون القرآن كاملاً في نفسه، فتمم بقوله:"مفتاحاً" وكمل بقوله: "مصداقاً لما بين يديه من الكتب السماوية" ليكون مكملاً لغيره.
قوله:(ببينات وحجج)، المغرب:"البينة: الحجة، فيعلة من البينونة أو البيان. والحج: القصد، ومنه الحجة؛ لأنها تقصد وتعتمد، إذ بها يقصد الحق المطلوب".
قوله:(غير ذي عوج)، قال المصنف:"ما يوجد فيه اعوجاج، ما فيه إلا الاستقامة".