الكشف والجلاء. وأن تكون مكنية بأن شبه التبيان بالصبح، ثم أدخل في جنسه، ثم خيل أنه الصبح بعينه، ثم أطلق اسم المشبه وهو "التبيان" على اسم ذلك المتخيل وهو الصبح المشبه به، ونسب إليه السطوع على طريق التخييلية؛ لتكون قرينة مانعة عن إرادة الحقيقة.
قوله:(على وجه كل زمان)، الوجه مستعار للظهور؛ لأن الوجه في الإنسان أظهر شيء، وفي "على" معنى الاستعلاء والغلبة، وفي تخصيص الوجه معنى الاشتهار أيضاً. وكما استوعب "الزمان" كمله باستيعاب الأشخاص بقوله: "على كل لسان"، وتممه باستيعاب المكان بقوله:"في كل مكان"، فبلغ الغاية في توخي المطلوب.
قوله:(أفحم)، أي: أسكت، الجوهري:"كلمته حتى أفحمته: إذا أسكته في خصومة". أي: أفحمهم الله ببلاغة القرآن وفصاحته، فما أحاروا ببنت شفة. وتحتمل الهمزة أن تكون للوجدان نحو: أحمدته، وأنحلته، أي: وجدوا مفحمين بسببه؛ فلذلك لم يتصدوا، كما يقال: هاجيناكم فما أفحمناكم. فصل هذه الجملة استئنافاً؛ فكأنه قيل: بين لي كيفية إعجازه؟ قيل: أفحم به من طولب، وأن تكون بياناً؛ لأنه ليس كون القرآن معجزاً إلا هذا. وتحتمل التأكيد أيضاً.
قوله:(العرب)، النهاية:"الأعراب ساكنو البادية الذين لا يقيمون في الأمصار ولا يدخلونها إلا لحاجة. والعرب اسم لهذا الجيل المعروف من الناس- ولا واحد له من لفظه- سواء أقام بالبادية أو المدن، والنسبة إليه أعرابي وعربي".
الجوهري:"العرب العاربة: الخلص منهم، أخذ من لفظه وأكد به، كما يقال: ليل لائل، وربما قيل: العرب العرباء".