الضمير في {خَلَقَهُنَّ} لليل والنهار والشمس والقمر؛ لأنّ حكم جماعة ما لا يعقل حكم الأنثى، أو الإناث. يقال: الأقلام بريتها وبريتهنّ، أو لما قال:{وَمِنْ آياتِهِ} كن في معنى الآيات، فقيل:{خلقهنّ}. فإن قلت. أين موضع السجدة؟ قلت: عند الشافعي رحمه الله: {تَعْبُدُونَ}، وهي رواية مسروق عن عبد الله؛ لذكر لفظ السجدة قبلها. وعند أبي حنيفة رحمه الله:{يَسْأَمُونَ}؛ لأنها تمام المعنى،
قوله:(أو لما قال: {وَمِنْ آياتِهِ} كن في معنى الآيات) ويروى: في معنى الآيات، وهو الأصح، فقيل:{خَلَقَهُنَّ} جواب عما قيل، لا يصح أن يعود إلى الشمس والقمر والليل والنهار؛ لأن المذكر والمؤنث إذا اجتمعا كانت الغلبة للتذطير دون التأنيث. وأجاب المصنف بأنها في معنى الآيات، قال الزجاج: قد قيل: الليل والنهار والقمر، وهي مذكرة، وقد قال:"خلقهن" والهاء والنون تدل على التأنيث، وفي الجواب وجهان: أحدهما: أن ضمير ما لا يعقل على لفظ المؤنث، تقول: هذه لناشق فسقها، وغن شئت "فسقهن". وثانيهما: أن يرجع إلى معنى الآيات؛ لنه تعالى ومن آياته هذه الأشياء، فاسجدوا لله الذي خلقهن.
قوله:(عند الشافعي رضي الله عنه: {تَعْبُدُونَ}) أي؛ الشافعي يسجد عند {تَعْبُدُونَ}، وأبو حنيفة عند {يَسْأَمُونَ}. وقلت: الأصح الثاني. قال صاحب "الروضة": الأصح أنه عقيب {يَسْأَمُونَ}، والثاني عقيب {إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ}.
قوله:(لأنها تمام المعنى) ويمكن أن يقال: تمام المعنى عند قوله: {وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي