للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أي الأديم الذي لم يليّن ولم يدبغ. ويقال (فلان يربب صنعته عند فلان) أي يشتغل عنده بصناعته ويتمرن عليها ويكسب على يده المهارة فيها.

(٤) العلاء والسيادة والرئاسة وتنفيذ الأمر والتصرف:

يقولون (قد ربّ فلان قومه) : أي ساسهم وجعلهم ينقادون له. و (ربيت القوم) أي حكمتهم وسدتهم، ويقول لبيد بن ربيعة:

وأهلكن يوماً رب كندة وابنه ... وربَّ معد بين خبث وعرعر (١)

والمراد برب كندة ههنا سيد كندة ورئيسهم. وفي هذا المعنى يقول النابغة الذبياني:

تخُبٌّ إلى لانعمان حتى تناله ... فدىً لك من ربٍ تليدي وطارفي (٢)

(٥) التملك:

قد جاء في الحديث أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً "أرب غنم أم رب ابل؟، أي أمالك غنم أنت أم مالك ابل؟ وفي هذا المعنى يقال لصاحب البيت (رب الدار) وصاحب الناقة: (رب الناقة) ومالك الضيعة: (رب الضيعة) وتأتي كلمة الرب بمعنى السيد أيضاً فتستعمل بمعنى ضد العبد أو الخادم.

هذا بيان ما يتشعب من كلمة (الرب) من المعاني. وقد أخطأوا لعمر الله حين حصروا هذه الكلمة في معنى المربي والمنشئ، ورددوا في تفسير (الربوبية) هذه الجملة (هو إنشاء الشيء حالاً فحالاً إلى حد التمام) . والحق أن ذلك إنما هو معنى واحد من معاني الكلمة المتعددة الواسعة. وبإنعام النظر في سعة هذه الكلمة واستعراض معانيها المتشعبة يتبين أن كلمة (الرب) مشتملة على جميع ما يأتي بيانه من المعاني:

المربي الكفيل بقضاء الحاجات، والقائم بأمر التربية والتنشئة.

الكفيل والرقيب، والمتكفل بالتعهد وإصلاح الحال.

السيد الرئيس الذي يكون في قومه كالقطب يجتمعون حوله.


(١) البيت في تفسير الطبري: ١/٤٧، وتفسير الطبرسي: ١/١١ والمخصص: ١٧/١٥٤.
(٢) البيت في تفسير الطبري ١/١٤١ طبع وزارة المعارف، تحقيق محمود شاكر: (طريفي وتالدي) ، وهو كذلك في الديوان، ٨٩، والمخصص ٧/١٥٤ والطريف: هو المال المستحدث. والتالدي: المال العتيق الذي ولد عندك.

<<  <   >  >>