حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عبد الرحمن التيمي، حَدَّثَنَا هشام بْن سليمان المخزومي، قَالَ:" كان عرقوب رجلا من الأوس فجاءه أخ له، فقال: إذا أطلعت هذه النخلة فهي لك.
فلما أطلعت، قَالَ: دعها حتى تصير بلحا، فلما صارت بلحا، قَالَ: دعها حتى تشقح.
فلما أشقحت، قَالَ: دعها حتى تصيرا رطبا.
فلما صارت رطبا، قَالَ: دعها حتى تصير تمرا.
فلما صارت تمرا، جاء ليلا فجدها، ولذلك قَالَ جبيهاء الأشجعي، من الطويل:
وعدت وكان الخلف منك سجية ... مواعيد عرقوب أخاه بيثرب
فضربته العرب مثلا في إخلاف العدات ".
وقد ذكره كعب بْن زهير في كلمته التي قالها في النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومدحه فيها، واعتذر إليه، وأظهر توبته من سالف كفره، ورغب إليه في عفوه عنه وإعفائه إياه مما توعده به، فقال في ذلك، من البسيط:
نبئت أن رسول اللَّه أوعدني ... والعفو عند رسول اللَّه مأمول
وبيته الذي ذكر فيه عرقوبا في هذه الكلمة، قوله:
كانت مواعيد عرقوب لها مثلا ... وما مواعيدها إلا الأباطيل
٢٠٥ - أخبرني الأزهري، حَدَّثَنَا أبو الحسن مُحَمَّد بْن جعفر الأديب، حَدَّثَنَا الصولي، أنبأنا أَحْمَد بْن سعيد الطائي، قَالَ: " مرض