قال: فقلت: يا بشار، أراك تبجح في شعرك، وقد جاءني أعرابي منذ مدة، فمدحني ببيتين لم أسمع أجود منهما، فأغفلت ثوابه فهجاني ببيتين لم أسمع أوجع منهما.
قَالَ: فقلت: فما البيتان اللذان امتدحك بهما؟ قَالَ: قوله، من الطويل:
فيا سائرا في الليل لا تخش ضلة ... سعيد بْن سلم ظل كل بلاد
لنا سيد أربى على كل سيد ... جواد حثا في وجه كل جواد
قال: قلت: فما البيتان اللذان هجاك بهما؟ قَالَ: قوله، من الطويل:
لكل أخي مدح ثواب يعده ... وليس لمدح الباهلي ثواب
مدحت سعيدا والمديح مهزة ... فكان كصفوان عليه تراب
قال: فقال بشار: وهذا أشعر مني ومن أبي وأمي "
٢١٠ - أخبرنا عبد الصمد بْن مُحَمَّد الخطيب، حَدَّثَنَا الحسن بْن الحسين الفقيه الشافعي، قَالَ: سمعت عبد اللَّه بْن جعفر الرازي الكوفي، يقول: سمعت أبي، يقول: " رأيت رجلا يكتب على حائط بيتين فقرأتهما بعد أن كتبهما، من السريع: