لو أن دارك أنبتت لك فاحتشت ... إبرا يضيق بها فناء المنزل
وأتاك يوسف يستعيرك إبرة ... ليخيط قد قميصه لم تفعل
»
١١٤ - أخبرنا أبو الحسن علي بْن أيوب القمي الكاتب، أنبأنا أبو عبيد اللَّه مُحَمَّد بْن عمران بْن موسى المرزباني، أنبأنا ابن دريد، أنبأنا أبو عثمان الأشنداني، قَالَ: كان أبو عبيدة، يقول:" كان الأصمعي بخيلا، فكان يجمع أحاديث البخلاء ويتحدث بها، ويوصي بها ولده، وكان أبو عبيدة إذا ذكر الأصمعي أنشد من الكامل:
عظم الطعام بعينه فكأنه ... هو نفسه للآكلين طعام
"
١١٥ - وأخبرني علي بْن أيوب، أنبأنا المرزباني، أخبرني الصولي، حَدَّثَنَا أبو خليفة، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سلام، قَالَ: كنا مع أبي عبيدة في جنازة ننتظر إخراج الميت، ونحن بقرب دار الأصمعي، فارتفعت ضجة من دار الأصمعي، فبادر الناس ليعرفوا ذلك، فقال أبو عبيدة: إنما يفعلون هذا عند الخبز، كذا يفعلون إذا فقدوا رغيفا "
١١٦ - أخبرنا القاضي أبو الطيب الطبري، أخبرنا المعافي بْن زكريا، قَالَ: حدثني الحسين بْن القاسم الكوكبي، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن عبيد، قَالَ: " كان جعفر بْن يحيى يعيب الأصمعي برثاثة الهيئة، وذلك بعد أن أوصل إليه خمس مئة ألف درهم، وقد كان جعفر في يوم من الأيام ركب ليقصد الأصمعي في منزله، وأمر خادما له بحمل ألف دينار، ليصله بها عند انصرافه، فلما دخل منزله ورأى رثاثة حاله