للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٢٤٥٧ - نا يُوسُفُ بْنُ صَاعِدٍ، نا اللَّيْثُ بْنُ دَاوُدَ الْقَيْسِيُّ، نا الْمُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: قَالَ عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ: خَرَجْتُ يَوْمًا فَإِذَا أنا بِرَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَائِمٌ، فَقَالَ لِي: «يَا عِمْرَانُ، فَاطِمَةُ مَرِيضَةٌ، فَهَلْ لَكَ أَنْ تَعُودَهَا؟» قَالَ: قُلْتُ: فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي، وَأَيُّ شَرَفٍ أَشْرَفُ مِنْ هَذَا؟ فَقَالَ: «انْطَلِقْ»، فَانْطَلَقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَانْطَلَقْتُ مَعَهُ، حَتَّى أَتَى الْبَابَ فَقَالَ: «السَّلَامُ عَلَيْكُمْ، أَأَدْخُلُ؟» فَقَالَتْ: وَعَلَيْكَ، ادْخُلْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «أَنَا وَمَنْ مَعِي؟» قَالَتْ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، مَا عَلَيَّ إِلَّا ⦗١١٤١⦘ هَذِهِ الْعَبَاءَةِ قَالَ: وَمَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ مُلَاءَةٌ خَلْفَهُ، فَرَمَى بِهَا إِلَيْهَا وَقَالَ: شُدِّي بِهَا عَلَى رَأْسِكِ، فَفَعَلَتْ ثُمَّ قَالَتِ: ادْخُلْ. فَدَخَلَ، وَدَخَلْتُ مَعَهُ، فَقَعَدَ عِنْدَ رَأْسِهَا، وَقَعَدْتُ قَرِيبًا مِنْهَا، فَقَالَ: «يَا بُنَيَّةُ، كَيْفَ تَجِدُكِ؟» قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَاللَّهِ إِنِّي لَوَجِعَةٌ، وَإِنَّهُ لَيَزِيدُنِي وَجَعٌ إِلَى وَجَعِي أَنْ لَيْسَ عِنْدِي مَا آكُلُ قَالَ: فَبَكَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَبَكَيْتُ مَعَهُمَا، فَقَالَ لَهَا: «أَيْ بُنَيَّةُ تَصَبَّرِي، أَيْ بُنَيَّةُ تَصَبَّرِي» مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةً، ثُمَّ قَالَ لَهَا: «أَيْ بُنَيَّةُ، أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ تَكُونِي سَيِّدَةَ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ؟» قَالَتْ: يَا لَيْتَهَا مَاتَتْ، فَأَيْنَ مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ؟ قَالَ: أَيْ بُنَيَّةُ، تِلْكَ سَيِّدَةُ نِسَاءِ عَالَمِهَا، وَأَنْتِ سَيِّدَةُ نِسَاءِ عَالَمِكِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَقَدْ زَوَّجْتُكِ سَيِّدًا فِي الدُّنْيَا وَسَيِّدًا فِي الْآخِرَةِ، لَا يُبْغِضُهُ إِلَّا مُنَافِقٌ "

<<  <  ج: ص:  >  >>