وانظر ما كان منهم في سورة (محمد) - - صلى الله عليه وسلم - مثلا تراهم قد جعلوا أوَّل نصف الحزب الآية العاشرة {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا} (محمد:١٠) وآخره الآية (٣٢) {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَشَاقُّوا الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئاً وَسَيُحْبِطُ أَعْمَالَهُمْ} (محمد:٣٢) وكان بملكهم أن يجعلوا أول هذا الحزب أول السورة وآخره آخرها، بل انظر صنيعهم في سورة (العاديات) فإنّك يجعلون نهاية نصف الحزب الآيةالثامنة: {وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ} (العاديات:٨) وكان بملكهم أن يجعلوا نهايته نهاية السورة. إنّ مثل هذا ليس من ورائه نفع في فقه المعنى القرآني، ولاسيما أنه ليس توقيفيا، ولم يرد عن أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فالمعيار القويم التقسيم إلى أجزاء وأحزاب وأرباع وأثمان إنما هو المعاقد الكلية للسورة، وليس عدد الأسطر والكلمات.