للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لا، هو من الأصل مفتوح يا إخوة، مفتوح من الأصل، الآن (ضربوا) الضمة هذه على خلاف الأصل، و (ضربَ) جاءت على الأصل فالفتحة التي على الباء هل هي حركة فتحة البناء أو فتحة المناسبة؟ مناسبة الألف؟ بمعنى أنه لو كانت غير هذه الألف تغير الفعل، الخلاف لا أثر له، والخلاف موجود، الخلاف موجود لكن لا أثر له عملي، هذه حركة مناسبة مثل ما قالوا: (إقامة) أصلها (إقْوامة) ومنهم من يقول: (إقَوامة) تحركت الواو وانفتح ما قبلها فقلبت ... ومنهم من يقول: (إقوَامة) تحركت الواو (إقوَامة)، تحركت الواو وتوهم انفتاح ما قبلها فقلبت ألفاً، صار عندنا ألفين، الألف المنقلبة عن واو، والألف الأصلية، فحذفت إحداهما، يروى سيبويه أن المحذوفة الأصلية، وغيره يرون أن المحذوف الزائد، هو واحد، إحدى الألفين حذفت، لكن له أثر كون المحذوف الأصلي أو الزائد؟ مثل ما عندنا، وتجد أهل النحو ينشغلون بمثل هذه الأمور، وهي لا أثر لها عملي، (ضربوا) قلنا: فعل ماضي مبني على الفتحة المقدرة التي منع من ظهورها اشتغال المحال بحركته المناسبة، ومثله: (ضربنا) الماضي مبني على الفتح، والذي يليه.

"والأمر مجزوم أبداً".

الماضي مبني على الفتح، والأمر مجزوم أبداً، الآن في الترتيب، في ذكر الأفعال وفي أمثلتها، مقدم الماضي ثم المضارع ثم الأمر، هنا قدم الماضي ثم أردفه بالأمر، ثم ثلث بالمضارع، لماذا قدم الأمر على المضارع؟ لمشابهة الماضي؟ والكلام فيه يسير، أما المضارع الكلام فيه كثير، سيأتي، مثلما أخر الاسم عن الفعل، ظاهر وإلا مو ظاهر؟ وإلا قد يقول ماشيين على ترتيب معين، ماضي ومضارع وأمر، الأمثلة (ضرب يضرب اضرب) ماشي على نفس الترتيب، ثم جاء إلى ما يستحقه كل واحد من هذه الأفعال فبدأ بالماضي، ثم ثنّى بالأمر، وثلث بالمضارع، مع أن الأصل أن يقدّم المضارع على أخويه لماذا؟ لأنه يشبه الاسم، وهو أشرف من الفعل والحرف، فلمشابهة الاسم ينبغي أن يقدم؛ لكن لما كثر الكلام فيه، كثرت متعلقاته أخر، كما أخر الاسم لكثرة متعلقاته.

<<  <  ج: ص:  >  >>