للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم مهيم، يا أبا مريم، وهات الحديث عن مريم ثالثة آلهتكم، والنصب الذي توفضون إليه ببلاهتكم، أليست العذراء البتول، الحصنة أمّ الرسول، الطيّبة النّجار، الطاهرة الإزار، مالكم قذفتموها بإنكار المهد قبل قذفها بيوسف النجار.

صلامة كحمر الأبك … لا جذع فيها ولا مذك (١)

يا غواة الهدى، وعواة الصدى، لقد خذلتكم ضلالات السرى، وخبلتكم خيالات الكرى.

أطرق كرا أطرق كرا … إنّ النّعام في القرى (٢)

أي حذاء من أديمكم يرقع، أم أىّ حلى لنسائكم يقمقع، ألاتخاذكم الصّاحبة للرحمن، أم لرميكم بالكذب ابنة عمران، تصدقون من مشبهتكم لوقا ويحنا، وتكذبون من قال لو أردنا أن نتخذ لهوا لاتخذناه من لدنا. يا للعجاب، وهل أمام هذه السوأة من حجاب.

حانيّة من عانة أو بيشا … تحلق حلق النورة الجميشا

لمثل هذا استقادك السفه والعمه، وجعلت أمنا لأمكم أمة.

أسمع صوتاً ولا أرى أحدا … من ذا الشقيّ الذي أباح دمه

حاشى لإبراهيم أن يكون لكم أباً وإن كنتم بنيه فمه، ثم مه، وهبك هاجر أمة، بخْ بخْ، أزم بعقبك الفخّ، نكاح، أم سفاح، وكم بين محظور


(١) الصلامة: القوم المستوون في السن والشجاعة والسخاء. والأبك: موضع تنسب إليه الحمر. والمذكى: المسن. والرجز لقطية بنت بشر الأعرابية، مر بها مروان بن الحكم وهي ترتجز بهذا وتنزع بدلو على إبل لها، فخطبها فتزوجها فولدت له بشر بن مروان. الأغانى (١: ١٢٩ - ١٣٠).
(٢) الكرا: لغة في الكروان، وهو طائر صغير يشبه به الذليل. والمثل يضرب للرجل الحقير إذا تكلم وغيره أولى منه بالكلام.

<<  <  ج: ص:  >  >>