و"غُفِر لامرأة مومسة مرت بكلب على رأس رَكِيٍّ
يلهث كاد يقتله العطش فنزعت خفها فأوثقته بخمارها
فنزعت له من الماء فغُفر لها بذلك".
و"أيها الناس، ألا إن ربكم لواحد، وإن أباكم
واحد، ألا لا فضل لعربي على أعجمي، ولا لأحمر على
أسود، ولا أسود على أحمر إلا بالتقوى ".
هذه الآيات والأحاديث توجز الإسلام عقيدة وشريعة
وآداباً وسلوكاً واجتماعاً، وما من إنسان سليم الفطرة أياً
كان دينه وجنسه إلا وهو يقرر معنا أن الدين الذي يحوي
كل ذلك هو دين الإنسانية، وأن المجتمع الذي يبنيه هذا
الدين هو المجتمع الأفضل الأمثل دون مراء أو خلاف.
وليس هذا المجتمع حلماً يطيف بالذهن أو طوبى من
طوبيات الخيال، فقد عرف العالم في عهد رسول الإسلام
وصحابته الكرام هذا المجتمع.
وما دام الواقع قد أثبت وجوده بحيث تم تطبيق المثال
على الواقع، والواجب على الممكن فقد صار الخيال
واقعاً عاشه الملايين، وما يزال يعيشه أفراد من البشر في
عصرنا الذي تيسرت فيه أسباب التحقيق والتطبيق
والإمكان إِذا اتُّبع الإسلام حق الاتباع.