للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأساسها توحيده، والإخلاص له، وتخصيصه بالعبادة وحده دون كل ما سواه، والإيمان برسله عليهم الصلاة والسلام وعلى رأسهم خاتمهم وإمامهم نبينا محمد عليه الصلاة والسلام، ثم فعل ما أوجب الله من بقية الأوامر وترك ما نهى الله عنه، هذه هي العبادة، وهذه هي التقوى، وهذه هي الإسلام الذي قال الله فيه: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ} (١) وهي الإيمان أيضا الذي قال الله فيه جل وعلا: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ} (٢) وقال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: «الإيمان بضع وسبعون شعبة (٣) » الحديث، «أفضلها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق (٤) » .

وهذا هو الإيمان وهو الهدى وهو الإسلام وهو العبادة التي خلقنا لها وهو البر، فهي ألفاظ متقاربة المعنى، معناها طاعة الله ورسوله والاستقامة على دين الله، فمن استقام على دين الله فقد اتقى، ومن استقام على دين الله فقد آمن به، ومن استقام على دين الله فقد أخذ بالإسلام، وأخذ بالهدى كما قال تعالى: {وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى} (٥) ومن


(١) سورة آل عمران الآية ١٩
(٢) سورة النساء الآية ١٣٦
(٣) أخرجه مسلم في كتاب الإيمان، باب بيان عدد شعب الإيمان وأفضلها وأدناها، برقم ٣٥.
(٤) صحيح البخاري الإيمان (٩) ، صحيح مسلم كتاب الإيمان (٣٥) ، سنن الترمذي الإيمان (٢٦١٤) ، سنن النسائي الإيمان وشرائعه (٥٠٠٥) ، سنن أبو داود السنة (٤٦٧٦) ، سنن ابن ماجه المقدمة (٥٧) ، مسند أحمد بن حنبل (٢/٣٧٩) .
(٥) سورة النجم الآية ٢٣

<<  <  ج: ص:  >  >>