للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

- ٣٥ - أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذَا مِتُّمْ وَكُنتُمْ تُرَاباً وَعِظاماً أَنَّكُمْ مُّخْرَجُونَ

- ٣٦ - هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُونَ

- ٣٧ - إِنْ هِيَ إِلَاّ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ

- ٣٨ - إِنْ هُوَ إِلَاّ رَجُلٌ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا وَمَا نَحْنُ لَهُ بِمُؤْمِنِينَ

- ٣٩ - قَالَ رَبِّ انصُرْنِي بِمَا كَذَّبُونِ

- ٤٠ - قَالَ عَمَّا قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ نَادِمِينَ

- ٤١ - فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ بِالْحَقِّ فَجَعَلْنَاهُمْ غُثَاءً فَبُعْداً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ

يُخْبِرُ تَعَالَى أَنَّهُ أَنْشَأَ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ قَرْنًا آخَرِينَ، قِيلَ: الْمُرَادُ بِهِمْ عَادٌ، فَإِنَّهُمْ كَانُوا مُسْتَخْلَفِينَ بَعْدَهُمْ، وقيل: المراد بهؤلاء ثمود، لقوله: {فأخذتهم الصحية بِالْحَقِّ}، وَأَنَّهُ تَعَالَى أَرْسَلَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ فَدَعَاهُمْ إِلَى عِبَادَةِ اللَّهِ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، فكذبوه وخالفوه وأبوا اتباعه لكونه بشراً مثلهم، وكذبوا بلقاء الله، وَقَالُوا: {أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذَا مِتُّمْ وَكُنتُمْ تُرَاباً وَعِظاماً أَنَّكُمْ مُّخْرَجُونَ * هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُونَ} أي بعد ذَلِكَ، {إِنْ هُوَ إِلَاّ رَجُلٌ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا} أَيْ فِيمَا جَاءَكُمْ بِهِ مِنَ الرسالة وَالْإِخْبَارِ بِالْمَعَادِ، وَمَا نَحْنُ لَهُ بِمُؤْمِنِينَ * قَالَ رَبِّ انصُرْنِي بِمَا كَذَّبُونِ} أَيِ اسْتَفْتَحَ عَلَيْهِمُ الرَّسُولُ وَاسْتَنْصَرَ رَبَّهُ عَلَيْهِمْ فَأَجَابَ دُعَاءَهُ، {قَالَ عَمَّا قَلِيلٍ لَّيُصْبِحُنَّ نَادِمِينَ} أَيْ بِمُخَالَفَتِكَ وَعِنَادِكَ فيما جئتهم به، {فأخذتهم الصحيه بِالْحَقِّ} أَيْ وَكَانُوا يَسْتَحِقُّونَ ذَلِكَ مِنَ اللَّهِ بكفرهم وطيغانهم، وَالظَّاهِرُ أَنَّهُ اجْتَمَعَ عَلَيْهِمْ صَيْحَةٌ مَعَ الرِّيحِ الصَّرْصَرِ الْعَاصِفِ الْقَوِيِّ الْبَارِدَةِ تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بأمر بها، {فَأْصْبَحُواْ لَا يرى إلاّ مساكنهم}، وَقَوْلُهُ: {فَجَعَلْنَاهُمْ غُثَآءً} أَيْ صَرْعَى هَلْكَى كَغُثَاءِ السَّيْلِ وَهُوَ الشَّيْءُ الْحَقِيرُ التَّافِهُ الْهَالِكُ الَّذِي لَا يُنْتَفَعُ بِشَيْءٍ مِنْهُ، {فَبُعْداً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}، كَقَوْلِهِ: {وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ كَانُواْ هُمُ الظَّالِمِينَ} أَيْ بِكُفْرِهِمْ وَعِنَادِهِمْ وَمُخَالَفَةِ رَسُولِ اللَّهِ، فَلْيَحْذَرِ السَّامِعُونَ أَنْ يُكَذِّبُوا رَسُولَهُمْ.

<<  <  ج: ص:  >  >>