للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

- ٨ - إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ لَهُم جَنَّاتُ النَّعِيمِ

- ٩ - خَالِدِينَ فِيهَا وَعْدَ اللَّهِ حَقّاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ

هَذَا ذِكْرُ مَآلِ الْأَبْرَارِ، مِنَ السُّعَدَاءِ فِي الدَّارِ الْآخِرَةِ، الَّذِينَ آمَنُواْ بِاللَّهِ وصدقوا المرسلين، وعملوا الأعمال الصالحة التابعة لِشَرِيعَةِ اللَّهِ {لَهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ} أَيْ يَتَنَعَّمُونَ فيها بأنواع الملاذ، مِنَ الْمَآكِلِ وَالْمُشَارِبِ وَالْمَلَابِسِ وَالْمَسَاكِنِ، وَالْمَرَاكِبِ، وَالنِّسَاءِ، وَالنَّضْرَةِ، وَالسَّمَاعِ، الَّذِي لَمْ يَخْطُرْ بِبَالِ أَحَدٍ، وهم في ذلك مقيمون دائماً لَا يَظْعَنُونَ وَلَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا، وَقَوْلُهُ تعالى: {وَعَدَ اللَّهِ حَقّاً} أَيْ هَذَا كَائِنٌ لَا محالة، لأنه وَعْدِ اللَّهِ، وَاللَّهُ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ لِأَنَّهُ الْكَرِيمُ الْمَنَّانُ، الْفَعَّالُ لِمَا يَشَاءُ، الْقَادِرُ عَلَى كل شيء، {وهو العزيز} الَّذِي قَهَرَ كُلَّ شَيْءٍ وَدَانَ لَهُ كُلُّ شَيْءٍ، {الْحَكِيمُ} فِي أَقْوَالِهِ وَأَفْعَالِهِ الَّذِي جَعَلَ الْقُرْآنَ هُدًى لِلْمُؤْمِنِينَ، {قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُواْ هُدًى وَشِفَآءٌ}.

<<  <  ج: ص:  >  >>