للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

أَنَّ مَا اتَّخَذُوهُ شُفَعَاءَ لَهُمْ عِنْدَ اللَّهِ تعالى، أَخْبِرْهُمْ أَنَّ الشَّفَاعَةَ لَا تَنْفَعُ عِنْدَ اللَّهِ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَاهُ وَأَذِنَ لَهُ، فَمَرْجِعُهَا كُلِّهَا إِلَيْهِ {مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَاّ بِإِذْنِهِ}، {لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} أَيْ هُوَ الْمُتَصَرِّفُ فِي جَمِيعِ ذَلِكَ، {ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} أَيْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَحْكُمُ بَيْنَكُمْ بِعَدْلِهِ وَيَجْزِي كُلًّا بِعَمَلِهِ، ثُمَّ قَالَ تَعَالَى ذَامًّا لِلْمُشْرِكِينَ أَيْضًا: {وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ} أَيْ إِذَا قِيلَ لا إله إلا اللَّهُ وَحْدَهُ، {اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ} قَالَ مُجَاهِدٌ: اشْمَأَزَّتْ انْقَبَضَتْ، وَقَالَ السُّدِّيُّ: نفرت، وقال قتادة: كفرت واستكبرت، كَمَا قَالَ تَعَالَى: {إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لا إله إِلَاّ الله يَسْتَكْبِرُونَ} أَيْ عَنِ الْمُتَابَعَةِ وَالِانْقِيَادِ لَهَا، فَقُلُوبُهُمْ لَا تَقْبَلُ الْخَيْرَ، وَمَنْ لَمْ يَقْبَلِ الْخَيْرَ يَقْبَلِ الشر، ولذلك قال تبارك وتعالى: {وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ} أَيْ مِنَ الأصنام والأنداد {إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ} أَيْ يَفْرَحُونَ وَيُسَرُّونَ.

<<  <  ج: ص:  >  >>