للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

جلَّ وعلا: {وَقُلْ آمَنتُ بِمَآ أَنزَلَ اللَّهُ مِن كِتَابٍ} أَيْ صَدَّقْتُ بِجَمِيعِ الْكُتُبِ الْمُنْزَلَةِ مِنَ السَّمَاءِ عَلَى الْأَنْبِيَاءِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ، وَقَوْلُهُ: {وَأُمِرْتُ لأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ} أَيْ فِي الْحُكْمِ كما أمرني الله. وقوله جلَّت عظمته {اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ} أَيْ هُوَ الْمَعْبُودُ لَا إِلَهَ غَيْرُهُ فَنَحْنُ نُقِرُّ بِذَلِكَ اخْتِيَارًا، وَأَنْتُمْ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوهُ اخْتِيَارًا فَلَهُ يَسْجُدُ مَن فِي العالمين طوعاً وإجباراً، وقوله تبارك وتعالى: {لَنَآ أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ} أَيْ نَحْنُ بُرَآءُ مِنْكُمْ، قال سُبْحَانَهُ وتعالى: {وَإِن كَذَّبُوكَ فَقُل لِّي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ أَنْتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّآ أَعْمَلُ وَأَنَاْ بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ}، وقوله تعالى: {لَا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ} قَالَ مُجَاهِدٌ: أَيْ لَا خُصُومَةَ. قَالَ السُّدِّيُّ: وَذَلِكَ قَبْلَ نُزُولِ آيَةِ السَّيْفِ، وَهَذَا مُتَّجَهٌ، لِأَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ مكية وآية السيف بعد الهجرة، وقوله عزَّ وجلَّ: {اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا} أَيْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَقَوْلِهِ: {قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا بالحق وَهُوَ الفتاح العليم}. وقوله جلَّ وعلا: {وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ} أَيِ الْمَرْجِعُ وَالْمَآبُ يَوْمَ الْحِسَابِ.

<<  <  ج: ص:  >  >>