٤ - الْأَخْبَار الْوَارِدَة فِي الْكَبَائِر حَكَى المُصَنّف عَن أبي طَالب الْمَكِّيّ أَنه قَالَ: الْكَبَائِر سبع عشرَة جَمِيعهَا من جملَة الْأَخْبَار، وَجُمْلَة مَا اجْتمع من قَول ابْن عَبَّاس وَابْن مَسْعُود وَابْن عمر وَغَيرهم. الشّرك بِاللَّه، والإصرار عَلَى مَعْصِيَته، والقنوط من رَحمته، والأمن من مكره، وَشَهَادَة الزُّور، وَقذف الْمُحصن، وَالْيَمِين الْغمُوس، وَالسحر، وَشرب الْخمر والمسكر، وَأكل مَال الْيَتِيم ظلما وَأكل الرِّبَا، وَالزِّنَا، واللواط، وَالْقَتْل، وَالسَّرِقَة، والفرار من الزَّحْف، وعقوق الْوَالِدين.
وسأذكر مَا ورد مِنْهَا مَرْفُوعا، وَقد تقدم أَرْبَعَة مِنْهَا فِي حَدِيث عبد الله بن عَمْرو، وَفِي الصَّحِيحَيْنِ من حَدِيث أبي هُرَيْرَة «اجتنبوا السَّبع الموبقات» قَالُوا: يَا رَسُول الله وَمَا هِيَ؟ قَالَ «الشّرك بِاللَّه، وَالسحر، وَقتل النَّفس الَّتِي حرم الله إِلَّا بِالْحَقِّ، وَأكل الرِّبَا، وَأكل مَال الْيَتِيم والتولي يَوْم الزَّحْف. وَقذف الْمُحْصنَات الْمُؤْمِنَات» وَلَهُمَا من حَدِيث أبي بكرَة «إِلَّا أنبكم بأكبر الْكَبَائِر قَالَ» الشّرك بِاللَّه، وعقوق الْوَالِدين، وَشَهَادَة الزُّور - أَو قَالَ قَول الزُّور - " وَلَهُمَا من حَدِيث أنس: سُئِلَ عَن الْكَبَائِر قَالَ «الشّرك بِاللَّه، وَقتل النَّفس، وعقوق الْوَالِدين» وَقَالَ "أَلا أنبئكم بأكبر الْكَبَائِر؟ قَالَ: قَول الزُّور، أَو قَالَ شَهَادَة الزُّور" وَلَهُمَا من حَدِيث ابْن مَسْعُود: سَأَلت رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم أَي الذَّنب أعظم: قَالَ «أَن تجْعَل لله ندا وَهُوَ خلقك» قلت ثمَّ أَي؟ قَالَ «أَن تقتل ولدك مَخَافَة أَن يطعم مَعَك» قلت ثمَّ أَي؟ قَالَ «أَن تُزَانِي حَلِيلَة جَارك» . وللطبراني من حَدِيث سَلمَة بن قيس: "إِنَّمَا هِيَ أَربع: لَا تُشْرِكُوا بِاللَّه شَيْئا، وَلَا تقتلُوا النَّفس الَّتِي حرم الله إِلَّا بِالْحَقِّ، وَلَا تَزْنُوا، وَلَا تَسْرِقُوا" وَفِي الصَّحِيحَيْنِ من حَدِيث عبَادَة بن الصَّامِت: «بايعوني عَلَى أَن لَا تُشْرِكُوا بِاللَّه شَيْئا، وَلَا تَزْنُوا، وَلَا تَسْرِقُوا» وَفِي الْأَوْسَط للطبراني من حَدِيث ابْن عَبَّاس «الْخمر أم الْفَوَاحِش وأكبر الْكَبَائِر» وَفِيه مَوْقُوفا عَلَى عبد الله بن عَمْرو «أعظم الْكَبَائِر شرب الْخمر» وَكِلَاهُمَا ضَعِيف. وللبزار من حَدِيث ابْن عَبَّاس بِإِسْنَاد حسن: أَن رجلا قَالَ يَا رَسُول الله مَا الْكَبَائِر؟ قَالَ «الشّرك بِاللَّه، والإياس من روح الله، والقنوط من رَحْمَة» وَله من حَدِيث بُرَيْدَة «أكبر الْكَبَائِر الْإِشْرَاك بِاللَّه، وعقوق الْوَالِدين، وَمنع فضل المَاء وَمنع الْفَحْل» وَفِيه صَالح ابْن حبَان ضعفه ابْن معِين وَالنَّسَائِيّ وَغَيرهمَا، وَله من حَدِيث أبي هُرَيْرَة «الْكَبَائِر أولهنَّ الْإِشْرَاك بِاللَّه» وَفِيه «والانتقال إِلَى الْأَعْرَاب بعد هجرته» وَفِيه خَالِد بن يُوسُف السمين ضَعِيف وللطبراني فِي الْكَبِير من حَدِيث سهل بن أبي حثْمَة فِي الْكَبَائِر «وَالتَّعَرُّب بعد الْهِجْرَة» وَفِيه ابْن لَهِيعَة، وَله فِي الْأَوْسَط من حَدِيث أبي سعيد الْخُدْرِيّ «الْكَبَائِر سبع» وَفِيه «وَالرُّجُوع إِلَى الأعرابية بعد الْهِجْرَة» وَفِيه أَبُو بِلَال الْأَشْعَرِيّ ضعفه الدَّارَقُطْنِيّ، وللحاكم من حَدِيث عبيد بن عُمَيْر عَن أَبِيه «الْكَبَائِر تسع» فَذكر مِنْهَا وَاسْتِحْلَال الْبَيْت الْحَرَام «وللطبراني من حَدِيث وَاثِلَة» إِن من أكبر الْكَبَائِر أَن يَقُول الرجل عَلَى مَا لم أقل «وَله أَيْضا من حَدِيثه» إِن من أكبر الْكَبَائِر أَن يَنْتَفِي الرجل من وَلَده «وَلمُسلم من حَدِيث جَابر» بَين الرجل وَبَين الشّرك - أَو الْكفْر ترك الصَّلَاة «وَلمُسلم من حَدِيث عبد الله بن عَمْرو» من الْكَبَائِر شتم الرجل وَالِديهِ «وَلأبي دَاوُد من حَدِيث سعيد بن زيد» من أَرْبَى الرِّبَا الاستطالة فِي عرض الْمُسلم بِغَيْر الْحق" وَفِي الصَّحِيحَيْنِ من حَدِيث ابْن عَبَّاس: أَنه صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم مر عَلَى قبرين فَقَالَ «إنَّهُمَا ليعذبان وَمَا يعذبان فِي كَبِير وَإنَّهُ لكبير، أما أَحدهمَا فَكَانَ يمشي بالنميمة، وَأما الآخر فَكَانَ لَا يسْتَتر من بَوْله» الحَدِيث وَلأَحْمَد فِي هَذِه الْقِصَّة من حَدِيث أبي بكرَة «أما أَحدهمَا فَكَانَ يَأْكُل لُحُوم النَّاس» الحَدِيث وَلأبي دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ من حَدِيث أنس «عرضت عَلَى ذنُوب أمتِي فَلم أر ذَنبا أعظم من سُورَة من الْقُرْآن أَو آيَة أتيها رجل ثمَّ نَسِيَهَا» سكت عَلَيْهِ أَبُو دَاوُد وَاسْتَغْرَبَهُ البُخَارِيّ وَالتِّرْمِذِيّ. وَرَوَى ابْن أبي شيبَة فِي التَّوْبَة من حَدِيث ابْن عَبَّاس «لَا صَغِيرَة مَعَ إِصْرَار» وَفِيه أَبُو شيبَة الْخُرَاسَانِي والْحَدِيث مُنكر يعرف بِهِ. وَأما الْمَوْقُوفَات فروَى الطَّبَرَانِيّ وَالْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب عَن ابْن مَسْعُود قَالَ الْكَبَائِر الْإِشْرَاك بِاللَّه، والأمن من مكر الله، الْقنُوط من رَحْمَة الله، واليأس من روح الله. وَرَوَى الْبَيْهَقِيّ فِيهِ عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: الْكَبَائِر الْإِشْرَاك بِاللَّه، واليأس من روح الله، والأمن من مكر الله، وعقوق الْوَالِدين، وَقتل النَّفس الَّتِي حرم الله، وَقذف الْمُحْصنَات، وَأكل مَال الْيَتِيم والفرار من الزَّحْف، وَأكل الرِّبَا،
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute