٢ - حَدِيث الْبَراء: خرجنَا مَعَ رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي جَنَازَة رجل من الْأَنْصَار فَجَلَسَ رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم عَلَى قَبره مُنَكسًا رَأسه ثمَّ قَالَ «اللَّهُمَّ إِنِّي أعوذ بك من عَذَاب الْقَبْر» ثَلَاثًا ثمَّ قَالَ «إِن الْمُؤمن إِذا كَانَ فِي قبل من الْآخِرَة بعث الله مَلَائِكَة كَأَن وُجُوههم الشَّمْس مَعَهم حنوطه وكفنه فَيَجْلِسُونَ مد بَصَره، فَإِذا خرجت روحه صَلَّى عَلَيْهِ كل ملك بَين السَّمَاء وَالْأَرْض وكل ملك فِي السَّمَاء وَفتحت أَبْوَاب السَّمَاء فَلَيْسَ مِنْهَا بَاب إِلَّا يحب أَن يدْخل بِرُوحِهِ مِنْهُ، فَإِذا صعد بِرُوحِهِ قيل أَي رب عَبدك فلَان فَيَقُول أرجعوه فأروه مَا أَعدَدْت لَهُ من الْكَرَامَة فَإِنِّي وعدته {مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وفيهَا نعيدكم وَمِنْهَا نخرجكم تَارَة أُخْرَى} وإنه ليسمع خَفق نعَالهمْ إِذا ولوا مُدبرين حَتَّى يُقَال يَا هَذَا من رَبك وَمَا دينك وَمَا نبيك؟ فَيَقُول رَبِّي الله وديني الْإِسْلَام ونبيي مُحَمَّد» صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ "فينتهر إِنَّه انتهارا شَدِيدا وَهِي آخر فرْصَة تعرض عَلَى الْمَيِّت، فَإِذا قَالَ ذَلِك نَادَى مُنَاد أَن قد صدقت وَهِي مَعْنَى قَوْله تَعَالَى {يثبت الله الَّذين آمنُوا بالْقَوْل الثَّابِت} ثمَّ يَأْتِيهِ آتٍ حسن الْوَجْه طيب الرّيح حسن الثِّيَاب فَيَقُول: أبشر برحمة رَبك وجنات فِيهَا نعيم مُقيم، فَيَقُول: وَأَنت فبشرك الله بِخَير من أَنْت؟ فَيَقُول: أَنا عَمَلك الصَّالح وَالله مَا علمت أَن كنت لسريعا إِلَى طَاعَة الله بطيئا عَن مَعْصِيّة الله فجزاك الله خيرا «قَالَ» ثمَّ يُنَادي مُنَاد أَن افرشوا لَهُ من فرش الْجنَّة وافتحوا لَهُ بَابا إِلَى الْجنَّة فيفرش لَهُ من فرش الْجنَّة وَيفتح لَهُ بَاب إِلَى الْجنَّة فَيَقُول اللَّهُمَّ عجل قيام السَّاعَة حَتَّى أرجع إِلَى أَهلِي وَمَالِي «قَالَ» وَأما الْكَافِر فَإِنَّهُ إِذا كَانَ فِي قبل من الْآخِرَة وَانْقِطَاع من الدُّنْيَا نزلت إِلَيْهِ مَلَائِكَة غِلَاظ شَدَّاد مَعَهم ثِيَاب من نَار وسرابيل من قطران فيحتوشونه فَإِذا خرجت نَفسه لَعنه كل ملك بَين السَّمَاء وَالْأَرْض وكل ملك فِي السَّمَاء وغلقت أَبْوَاب السَّمَاء فَلَيْسَ مِنْهَا بَاب إِلَّا يكره أَن يدْخل بِرُوحِهِ مِنْهُ، فَإِذا صعد بِرُوحِهِ نبذ وَقيل أَي رب عَبدك فلَان لم تقبله سَمَاء وَلَا أَرض فَيَقُول الله عز وَجل أرجعوه فأروه مَا أَعدَدْت لَهُ من الشَّرّ إِنِّي وعدته {مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وفيهَا نعيدكم وَمِنْهَا نخرجكم تارة أخرى} وإنه ليسمع خَفق نعَالهمْ إِذا ولوا مُدبرين حَتَّى يُقَال لَهُ يَا هَذَا من رَبك وَمن نبيك وَمَا دينك؟ فَيَقُول: لَا أَدْرِي فَيُقَال: لَا دَريت، ثمَّ يَأْتِيهِ آتٍ قَبِيح الْوَجْه منتن الرّيح قَبِيح الثِّيَاب فَيَقُول: أبشر بسخط من الله وبعذاب أَلِيم مُقيم فَيَقُول بشرك الله شرا من أَنْت؟ فَيَقُول: أَنا عَمَلك الْخَبيث، وَالله إِن كنت لسريعا فِي مَعْصِيّة الله بطيئا عَن طَاعَة الله فجزاك الله شرا فَيَقُول وَأَنت فجزاك الله شرا، ثمَّ يقيض لَهُ أَعْمَى أَصمّ أبكم مَعَه مرزبة من حَدِيد لَو اجْتمع عَلَيْهَا الثَّقَلَان عَلَى أَن يَقُولهَا لم يستطيعوا، لَو ضرب بهَا جبل صَار تُرَابا، فيضربه بهَا ضَرْبَة فَيصير تُرَابا، ثمَّ تعود فِيهِ الرّوح فيضربه بهَا بَين عَيْنَيْهِ ضَرْبَة يسْمعهَا من عَلَى الْأَرْضين، لَيْسَ الثقلَيْن «قَالَ» ثمَّ يُنَادي مُنَاد أَن افرشوا لَهُ لوحين من نَار وافتحوا لَهُ بَابا إِلَى النَّار فيفرش لَهُ لوحان من نَار وَيفتح لَهُ بَاب إِلَى النَّار"
أخرجه أَبُو دَاوُد وَالْحَاكِم بِكَمَالِهِ وَقَالَ صَحِيح عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ وَضَعفه ابْن حبَان وَرَوَاهُ النَّسَائِيّ وَابْن مَاجَه مُخْتَصرا.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute