للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

أشهد الرّحمان لا يجمعنا ... سقف بيتٍ رجباً على رجب

فبعثنا طبّةً عالمةً ... تخلط الجدّ مراراً باللعب

ترفع الصّوت إذا لانت لها ... وتراخي عند سورات الغضب

فأجابت يا فتى وابتسمت ... عن منيف اللون صافٍ كالثّغب

فلمّا سمع ابن أبي عتيقٍ هذه الأبيات قال له النّاس في طلب إمامٍ مثل قيادتك هذه مذ قتل علي، فما يقدرون عليه.

قال حمّاد الرّاوية: استنشدني الوليد بن يزيد شعراً كثيراً فما استعادني إلاّّ هذه الأبيات. وقال لي: يا حمّاد اطلب لي مثل هذه وأرسلها إلى سلمى.

ويروى عن حمّاد قال: أتيت مكّة فجلست إلى جماعةٍ في حلقةٍ فيها عمر بن أبي ربيعة المخزومي، وإذا هم يتذكّرون العذريين وعشقهم وصيانتهم، قال عمر: أحدّثكم عن بعض، وذلك: أنّه كان لي خليلٌ من بني عذرة، وكان مشتهراً بحديث النّساء فيتشبب بهنّ وينشد فيهنّ، على أنّه لا عاهر الخلوة ولا سريع السّلوة وكان يوافي الموسم في كلّ سنةٍ، فإذا أبطأ ترجمت له الأخبار وألّفت له الأشعار حتّى يقدم فيتحدّث حديث محزونٍ كئيبٍ. وإنّه راث ذات سنةٍ، حتّى قدم وفد عذرة، فأتيت القوم وأنا أنشد عن صاحبي

<<  <   >  >>