كتاب جواب في الحلف بغير الله والصلاة إلى القبور، ويليه: فصل في الاستغاثة

جواب في الحلف بغير الله والصلاة إلى القبور - وأما الصلاة عند القبور، والصلاة إليها، أو اتخاذ المساجد على القبور، أو إيقاد المصابيح عليها: - ص: 18

لطخها؟ فقال رجل: أنا يا رسول الله. قال: فانطلق ثم رجع، فقال: يا رسول الله لم أدع بها وثنًا إلا كسرته، ولا قبرًا إلا سويته، ولا صورة إلا لطختها. ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من عاد لصنعة شيء من هذا فقد كفر بما أنزل على محمد» .

وعن جابر بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يبنى على القبور. رواه مسلم (١) في صحيحه.

وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم أولاً نهى عن زيارة القبور، ثم إنه أذن في ذلك وعلّمهم ما يقولون.

وعن بريدة بن الحصيب قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلّمهم إذا خرجوا إلى المقابر أن يقول قائلهم: «السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، وإنا بكم إن شاء الله لاحقون، نسأل الله لنا ولكم العافية» (٢) . وكان صلى الله عليه وسلم إذا زار أهل البقيع أو غيره

---

(١) رقم (٢٢٤٥) .
(٢) أخرجه مسلم (٢٢٥٧) .