من شرح المركز لزوائد الجامع الصغير: في الحديث منقبة عظيمة وفضيلة كريمة وشرف رفيع لعلي بن أبي طالب وابنيه الحسن والحسين رضي الله عنهم فالحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة وأبوهما خير منهما وأمهما سيدة نساء أهل الجنة وجدتهما السيدة خديجة أفضل نساء أهل الجنة وجدهما النبي صلى الله عليه وسلم سيد الأولين والآخرين وسيد ولد آدم أجمعين نسأل الله عز وجل بحبنا لهم أن لا يحرمنا صحبتهم في الفردوس الأعلى من الجنة آمين. والحديث رواه بلفظه ابن ماجه (١١٨) : حدثنا محمد بن موسى الواسطي حدثنا المعلى بن عبد الرحمن حدثنا ابن أبي ذئب عن نافع عن ابن عمر قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة وأبوهما خير منهما " ورواه أيضا الترمذي (٣٧٦٨) حدثنا محمود بن غيلان حدثنا أبو داود الحفري عن سفيان عن يزيد بن أبي زياد عن ابن أبي نعم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة " حدثنا سفيان بن وكيع حدثنا جرير ومحمد بن فضيل عن يزيد نحوه قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح وابن أبي نعم هو عبد الرحمن بن أبي نعم البجلي الكوفي ويكنى أبا الحكم [وصححه الألباني] ورواه الترمذي أيضا (٣٧٨١) حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن وإسحق بن منصور قالا أخبرنا محمد بن يوسف عن إسرائيل عن ميسرة بن حبيب عن المنهال بن عمرو عن زر بن حبيش عن حذيفة قال: " سألتني أمي متى عهدك تعني بالنبي صلى الله عليه وسلم فقلت ما لي به عهد منذ كذا وكذا فنالت مني فقلت لها دعيني آتي النبي صلى الله عليه وسلم فأصلي معه المغرب وأسأله أن يستغفر لي ولك فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فصليت معه المغرب فصلى حتى صلى العشاء ثم انفتل فتبعته فسمع صوتي فقال من هذا حذيفة قلت نعم قال ما حاجتك غفر الله لك ولأمك قال إن هذا ملك لم ينزل الأرض قط قبل هذه الليلة استأذن ربه أن يسلم علي ويبشرني بأن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة وأن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة " قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه لا نعرفه إلا من حديث إسرائيل [وصححه الألباني] قال المباركفوري في شرح الترمذي: قوله: " الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة " بفتح الشين المعجمة وبالموحدة الخفيفة جمع شاب وهو من بلغ إلى ثلاثين ولا يجمع فاعل على فعال غيره ويجمع على شيبة وشبان أيضا. قال المظهر: يعني هما أفضل من مات شابا في سبيل الله من أصحاب الجنة ولم يرد به سن الشباب لأنهما ماتا وقد كهلا بل ما يفعله الشباب من المروءة؛ كما يقال فلان فتى إن كان شيخا يشير إلى مروءته وفتوته أو أنهما سيدا أهل الجنة سوى الأنبياء والخلفاء الراشدين وذلك لأن أهل الجنة كلهم في سن واحد وهو الشباب وليس فيهم شيخ ولا كهل. قال الطيبي: ويمكن أن يراد هما الآن سيدا شباب من هم من أهل الجنة من شبان هذا الزمان. قوله:(هذا حديث حسن صحيح) وأخرجه أحمد وهذا الحديث مروي عن عدة من الصحابة من طرق كثيرة ولذا عده الحافظ السيوطي من المتواترات. قال السندي شارح ابن ماجه: قيل إضافة الشباب إلى أهل الجنة بيانية فإن أهل الجنة كلهم شباب فكأنه قيل سيدا أهل الجنة وحينئذ لا بد من اعتبار الخصوص أي ما سوى الأنبياء والخلفاء الراشدين وقيل: بل المراد أنهما سيدا كل من مات شابا ودخل الجنة ولا يلزم أنهما ماتا شابين حتى يرد أنه لا يصح فإنهما ماتا شيخين ورد بأنه لا وجه حينئذ لتخصيص فضلهما على من مات شابا بل هما أفضل على كثير ممن مات شيخا وقد يقال وجه التخصيص عدهما ممن مات شابا فانظر إلى عدم بلوغهما عند الموت أقصى سن الشيوخة ولا يجوز أن يقال عدهما شابين نظرا إلى شبابهما حين الخطاب لكونهما كانا صغيرين حينئذ لا شابين. وفي الزوائد رواه الحاكم في المستدرك من طريق المعلى بن عبد الرحمن كالمصنف والمعلى اعترف بوضع ستين حديثا في فضل علي قاله ابن معين فالإسناد ضعيف وأصله في الترمذي والنسائي من حديث حذيفة انتهى. قلت أراد أن في الترمذي والنسائي بلا زيادة وأبوهما خير منهما وقد رواه الترمذي بدون هذه الزيادة من حديث أبي سعيد أيضا