٥٨٢١ - (الغلام) لفظ رواية مسلم إن الغلام (الذي قتله الخضر) وكان شابا ظريفا وضيء الوجه غير بالغ اسمه حنشور أو خنشور (طبع يوم طبع كافرا) أي جبل على الكفر وكتب في بطن أمه من الأشقياء ولا يعارضه خبر كل مولود يولد على الفطرة لأن المراد بالفطرة استعداد قبول الإسلام وذلك لا ينافي كونه شقيا في جبلته والمراد إن الله علم أنه لو بلغ كان كافرا لأنه كافر حالا إذ أبواه مؤمنان (و) لكنه (لو عاش) حتى بلغ (لأرهق أبويه) أي لحملهما حبه على اتباعه في كفره فكان ذلك (طغيانا) مجاوزا للحد في المعصية (وكفرا) جحودا للنعمة لا يقال كفره ⦗٤١٧⦘ مآلا لا يبيح قتله حالا لأنا نقول جاز ذلك في شرعهم أو نقول هذا علم لدني قال تعالى {وعلمناه من لدنا علما} وله مشرب آخر غير معهود في الظاهر لا يليق إلا بأهل الكشف وهذا بناء على ما عليه الجمهور أن الغلام لم يكن بلغ وهو المعروف من اسم الغلام وذهب بعضهم إلى أنه كان بالغا وقال العرب تطلق الغلام على البالغ إذا كان قريبا منه توسعا قالت الأخيلية:
شفاها من الداء العضال الذي بها. . . غلام إذا هز القناة شفاها
قال القرطبي: والصحيح ما قاله الجمهور وأن المراد بطبع خلق قلبه على صفة قلب الكافر من القسوة والجهل ومحبة الفساد وضرر العباد ولما علم الله منه ذلك أمر الخضر بقتله فقتله من باب دفع الضرر كقتل الحيات والسباع العادية لا من باب القتل المترتب على التكليف ولا إشكال فيه على أصول أهل السنة فإنه تعالى الفعال لما يريد لا وجوب عليه وفيه بيان حكمة فعل الخضر فكأنه خرج مخرج الاعتذار عنه