٦١٨٧ - (القرآن هو الدواء) أي من الأمراض الروحانية كالاعتقادات الفاسدة في الإلهيات والنبوة والمعاد وكالأخلاق المذمومة وفيه أوضح بيان لأنواعها وحث على اجتنابها ومن الأمراض الجسمانية بالتبرك بقراءته عليها لكن مع الإخلاص وفراغ القلب من الأغيار وإقباله على الله بكليته وعدم تناول الحرام وعدم الآثام واستيلاء الغفلة على القلب فقراءة من هذا حاله مبرئ للأمراض وإن أعيت الأطباء ولهذا قال بعض الأئمة: متى تخلف الشفاء فهو إما لضعف تأثير الفاعل أو لعدم قبول المحل المنفعل أو لمانع قوي يمنع تخلفه أن ينجع فيه الدواء كما تكون في الأدوية الحسية شفاء لما في الصدور {وننزل من القرآن ما هو شفاء} قال الأكثر: من جنسية لا تبعيضية فالقرآن هو الشفاء التام من جميع الأدواء القلبية والبدنية لكن لا يحسن التداوي به إلا الموفقون ولله حكمة بالغة في إخفاء سر التداوي ⦗٥٣٧⦘ به عن نفوس أكثر العالمين كما له حكمة بالغة في إخفاء كنوز الأرض عنهم <تنبيه> قال ابن عربي: إذا كان الإنسان مؤمنا بالقرآن أنه كلام الله وشفاء للأدواء فليأخذ عقيدته منه ويترك المبارزة في ديوان المجادلة فإنه قد تضمن جميع الأصول فنزه سبحانه نفسه أن يشبهه شيء من المخلوقات أو يشبه شيئا بقوله {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير} و {سبحان ربك رب العزة عما يصفون} وأثبت رؤيته في دار الآخرة بظاهر قوله {وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة} و {كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون} ونفى الإحاطة بدركه بقوله {لا تدركه الأبصار} وأثبت كونه قادرا بقوله {وهو على كل شيء قدير} وأثبت كونه عالما بقوله {أحاط بكل شيء علما} وأثبت كونه مريدا بقوله {فعال لما يريد} وأثبت كونه سميعا بقوله {لقد سمع الله} وأثبت كونه بصيرا بقوله {ألم يعلم بأن الله يرى} وكونه متكلما بقوله {وكلم الله موسى تكليما} وكونه حيا بقوله {الحي القيوم} وإرسال الرسل {وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم} ورسالة محمد صلى الله عليه وسلم بقوله {محمد رسول الله} وأنه آخر الأنبياء بقوله {وخاتم النبيين} وأن كل ما سواه خلقه بقوله {الله خالق كل شيء} وخلق الجن بقوله {وما خلقت الإنس والجن إلا ليعبدون} وحشر الأجساد بقوله {منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم} إلى مثل هذا مما تحتاجه العقائد لمن حشر ونشر وقضاء وقدر وجنة ونار وقبر وميزان وحوض وصراط وحساب وصحف وكل ما لا بد منه للمعتقد أن يعتقده {ما فرطنا في الكتاب من شيء} فاستبان أن في القرآن غنية لصاحب الداء العضال ومقنعا لمن عزم على طريق النجاة ورغبا في سمو الدرجات وترك العلوم التي تتوارد عليها الشكوك فيضيع الوقت ويخاف المقت
(السجزي في) كتاب (الإبانة) عن أصول الديانة (والقضاعي) في مسند الشهاب (عن علي) أمير المؤمنين قال شارحه العامري: حسن صحيح اه وفيه الحسن بن رشيق أورده الذهبي في الضعفاء وقال: ثقة تكلم فيه عبد الغني وسعاد أورده الذهبي في ذيل الضعفاء وقال: قال أبو حاتم شيعي وليس بالقوي