٩٢٥٦ - (نجاء أول هذه الأمة) وهم الصحب والتابعون بإحسان (ومن داناهم) من السلف (باليقين والزهد) الذي هو من صفات ⦗٢٨٢⦘ العلم القطعي الذي فوق المعرفة فعلى قدر قربهم من التقوى أدركوا من اليقين والمصطفى صلى الله عليه وسلم في هذا المقام أرفع العالمين قدرا (ويهلك) أي يكاد يهلك (آخرها بالبخل والأمل) أي بالاسترسال فيهما. والمراد أن الصدر الأول قد تحلوا باليقين والزهد وتخلوا من البخل والأمل وذلك من أسباب النجاة من العقاب وفي آخر الزمان ينعكس الحال وذا من الأسباب المؤدية للهلاك ومع ذلك تكون طائفة مقامة على أمر الله ظاهرين على الحق إلى قرب قيام الساعة. فلا تعارض بين هذا الخبر وخبر: أمتي مثل المطر: لا يدرى أوله خير أم آخره؟ لأن المراد بعض الأمة. وفيه ذم البخل والآمل لكن إنما يذم من الأمل: الاسترسال كما تقرر أما أصله فلا بد منه لقيام هذا العالم. قال الحسن: السهو والأمل نعمتان عظيمتان ولولاهما ما مشى الناس في الطريق. وقال الثوري: خلق الإنسان أحمق ولولا ذلك لما تهنأ بالعيش وإنما عمرت الدنيا بقلة عقول أهلها ومر عيسى بشيخ يثير الأرض بمسحاته فقال: اللهم انزع أمله فوضع مسحاته واضطجع فدعا عيسى برد أمله فعمل فسأله فقال: بينا أعمل قالت نفسي أنت شيخ كبير فإلى متى تعمل؟ فتركت ثم قالت لا بد من عيش ما بقيت فعملت
(ابن أبي الدنيا) وكذا ابن لال (عن ابن عمرو) بن العاص قال العلائي: هو من حديث ابن لهيعة عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده وابن لهيعة لا يحتج به