لا شك أن العلة .. ، أولاً: مسألة العلاج بالكي، علاج بالنار، وقد نهي عن التعذيب بالنار، الأمر الثاني: أنه مبادرة بهذه النار قبل وقتها لمن يستحقها، فلا ينبغي أن يبادر الإنسان نفسه بالنار، ومع ذلك هو مضاد لتمام التوكل، مثل الاسترقاء.
" ((ولا يتطيرون)) ": الطيرة شرك، أي أنه إذا أراد أمراً من الأمور، إذا أراد أن يسافر فيتطير، فإن جاءت أو مرت الطيور من شماله امتنع، تشاءم وامتنع، وإن مرت عن يمينه تفاءل، ومضى إلى سفره أو إلى أي أمر يريده، وهذا كانت الجاهلية تفعله، كان العرب في الجاهلية يفعلونه.
" ((ولا يتطيرون)) ": والطيرة قد تحصل للإنسان في نفسه، "وما منا إلا، ولكن الله يذهبه بالتوكل"، ((والطيرة إنما هي ما أمضاك أو ردك))، ((الطيرة ما أمضاك أو ردك))، لكن من وقع في نفسه شيء من هذا، بمعنى أنه لو جاءت البوارح أو السوانح عن يساره تمنى أن لو كانت عن يمنيه في قلبه، فليمض إلى شأنه، ويتوكل على الله -جل وعلا- وحينئذ لا يقع في المحظور.
" ((ولا يتطيرون، وعلى ربهم يتوكلون)) ": ((وعلى ربهم يتوكلون)): هذه الجملة هل هي جملة رابعة مستقلة تشمل جميع أنواع التوكل، يدخل فيها ما تقدم وغيره، فتكون من عطف العام على الخاص، أو أنها مقدرة في كل جملة:"لا يسترقون، وعلى ربهم يتوكلون، لا يكتوون وعلى ربهم يتوكلون، ولا يتطيرون، وعلى ربهم يتوكلون"؟ أو أنها جملة مستقلة تشمل أنواع التوكل غير ما ذكر؟ نعم؟
طالب:. . . . . . . . .
الآن الجمل السابقة الثلاث كلها مربوطة في التوكل، ومزاولتها خدش في التوكل.
إذن قال:" ((وعلى ربهم يتوكلون)) ": من باب عطف العام على الخاص ليشمل بقية الأعمال التي تخدش في التوكل، أو نقول: إن هذا الوعد مرتب على انتفاء الثلاثة وكلها مربوطة بالتوكل.