وقال: ونقل ابن عبد البر عن بعض أهل العلم نحو قول ثعلب، وقال ابن ناصر: قول ثعلب أولى من رواية مجاهد؛ لأن سندها واهٍ، واستبعد السهيلي قول ثعلب بما وقع في مسند البزار من وجه آخر عن أبي هريرة "فقام رجل من خيار المهاجرين" وسنده ضعيف جداً مع كونه مخالفاً لرواية الصحيح أنه من الأنصار.
وقال ابن بطال: معنى قوله: " ((سبقك)) ": أي إلى إحراز هذه الصفات، سبقك إلى إحراز هذه الصفات، وهي التوكل وعدم التطير وما ذكر معه، وعدل عن قوله: لست منهم أو لست على أخلاقهم؛ تلطفاً بأصحابه -صلى الله عليه وسلم- وحسن أدبه معهم.
قال ابن الجوزي: يظهر لي أن الأول سأل عن صدق قلب فأجيب، وأما الثاني فيحتمل أن يكون أريد به حسم المادة، فلو قال للثاني: نعم، لأوشك أن يقوم ثالث ورابع إلى ما لا نهاية له، وليس كل الناس يصلح لذلك.
وقال القرطبي: لم يكن عند الثاني من تلك الأحوال ما كان عند عكاشة، فلذلك لم يجب إذ لو أجابه لجاز أن يطلب ذلك كل من كان حاضراً فيتسلسل، فسد الباب بقوله ذلك، وهذا أولى من قول من قال: كان منافقاً لوجهين:
أحدهما أن الأصل في الصحابة عدم النفاق فلا يثبت ما يخالف ذلك إلا بنقل صحيح، والثاني: أنه قلَّ أن يصدر مثل هذا السؤال إلا عن قصد صحيح، ويقين بتصديق الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وكيف يصدر ذلك من منافق؟ وإلى هذا جنح ابن تيمية، وصحح النووي. . . . . . . . .
طالب:. . . . . . . . .
لأنه قد يقول قائل: إن المنافق قد يصدر منه هذا؛ لأنه أمر لا يكلف شيئاً، إن حصل وإلا ما ضر، إن حصل وإلا ما ضر، يعني قل أن يصدر مثل هذا السؤال إلا عن قصد صحيح، ويقين بتصديق الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وكيف يصدر ذلك من منافق؟ وإلى هذا جنح ابن تيمية.
طالب:. . . . . . . . .
إيه يستبعد أن يسأل، أصل المنافق في قرارة قلبه غير مصدق بشيء من الدين؛ لأنه يبطن الكفر فكيف يسأل، لكن قد يقول قائل: إن هذا السؤال إن حصل وإلا ما ضر، ادع الله أن يجعلني .. ، هاه؟
طالب:. . . . . . . . .
كيف إيش فيها؟
طالب:. . . . . . . . .
يعني هذا يدل على حرصٍ على النجاة، هذا يدل على حرص على النجاة، ولا يكون الحرص على النجاة إلا من مصدق.