"قال: كنت رديف النبي -صلى الله عليه وسلم- على حمار": وسيأتي في المسائل وهي فوائد يستنبطها المؤلف -رحمه الله تعالى- من النصوص السابقة تواضع النبي -عليه الصلاة والسلام- وأنه يركب الحمار، وحج النبي -عليه الصلاة والسلام- على رحله، مما يدل على التواضع، بدليل وحجَّ أنس على رحل ولم يكن شحيحاً، يدل على أن الرحل مركوب متواضع، فعلى الإنسان أن يتواضع.
النبي -عليه الصلاة والسلام- ركب حماراً، وجاء في نصوص كثيرة أنه كان يركب الحمار، ويركب الدابة، ومع ذلكم يردف، يردف، يركب معه على الحمار شخص آخر.
"كنت رديف النبي -صلى الله عليه وسلم-": ولابن منده جزء فيه: من أردف النبي -صلى الله عليه وسلم-، وزادوا على الثلاثين، زادوا على الثلاثين، فهذا فيه تواضع من النبي -عليه الصلاة والسلام- وفيه أيضاً جواز الإرداف على الدابة إذا كانت تطيق ذلك، ونجد بعض الناس يشتري ويبالغ في شراء المركوب ويصرف في ذلك ما يصل به إلى حد السرف المحرم، ومع ذلك تجد في المقدمة السائق فقط، وتجده في الخلف بمفرده، يأنف أن يركب معه أحد، والنبي -عليه الصلاة والسلام- ركب الحمار، وأردف على الحمار.
لا بد أن يكون الحمار يطيق الإرداف؛ لأن الناس يتفاوتون، يتفاوتون بعضهم يزن اثنين، فإذا أردفت واحداً من هذا النوع، قد لا تطيق الدابة، كل شيء له حمولته.
الآن في المصنوعات يقررون ما تحتمله هذه الآلة من الأجسام، تجد هذه السيارة حمولتها طن، وهذه خمسة طن، فإذا زدت عليها لا شك أنه يؤثر عليها.
تجدون في المصاعد، نعم، حمولة ثلاثة عشر، أو خمسة عشر شخص بحيث لا يزيد وزنهم عن ألف كيلو، تجيب لي خمسة عشر شخص على مائتين أو مائة وخمسين، أطنان هذه، تتأثر.
قد يقول قائل: طيب تتأثر السيارة ثم ماذا؟ لأن الدابة إذا تأثرت تتألم، وألمها لا شك أنه يضر بها، وأمرنا بالإحسان إليها، ولا يجوز أن نحملها ما لا تطيق، لكن السيارة يقول: ملكي اشتريته بدراهمي، يكتبون خمسة طن حمولتها أنا أحمل عشرة إيش المانع؟