للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قد بنى اللؤم عليهم بينه ... وفشا فيهم مع اللؤم القلح

والثالث: عند تغير الفم، وقد يتغير بالنوم، ويتغير بأكل الثوم والبصل والكراث ويتغير بالأزم، واختلفوا في الأزم:

فقيل: هو طول السكوت، ولهذا يقال: أزم الفرس على اللجام.

وقيل: هو من الجوع؛ ولهذا يقال: (نعم الدواء الأزم) يعني: الجوع.

وذكر بعض أصحابنا: أن السواك يستحب في حالين آخرين:

أحدهما: عند القيام إلى الوضوء.

والثاني: عند قراءة القرآن.

ولا يكره إلا في موضع واحد، وهو للصائم بعد الزوال.

وقال أبو حنيفة: (لا يكره) .

دليلنا: قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك» .

قال [ابن] الصفار: ومعنى الخبر: أن ثواب خلوف فم الصائم أفضل عند الله من ريح المسك؛ لأن الأشياء عند الله على خلاف حقائقها، والسواك يقطع ذلك فكره.

<<  <  ج: ص:  >  >>