للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

يحذر ما صنعوا قالت عائشة - رضي الله عنها -: فلولا ذاك أبرز قبره، غير أنه خشي أن يتخذ مسجدا»

ونهيه - صلى الله عليه وسلم -، وتشديده في اتخاذ القبور مساجد بالصلاة لله عندها، وإخباره بلعن من فعل ذلك، مع أنه لم يعبدها ولم يدعها، وإنما ذلك ذريعة لعبادتها والشرك بها، فكيف بمن عبدها، وتوجه إليها، ونذر لها، وطاف بها، وذبح لها، ودعا أهلها، وطلب منهم النفع والضر.

قال القرطبي - رحمه الله -: ولهذا بالغ المسلمون في سد الذريعة في قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - فأعلوا حيطان تربته، وسدوا المداخل إليها، وجعلوها محدقة لقبره - صلى الله عليه وسلم -، ثم خافوا أن يتخذ موضع قبره قبلة - إذا كان مستقبل المصلين - فتصور الصلاة إليه بصورة العبادة، فبنوا جدارين من ركني القبر

<<  <   >  >>