للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فالسورة يقال لها مكية أو مدنية باعتبار الغالب أو الفاتحة كما تقدم معنا وفاتحة لقمان مكية بالاتفاق وهو الغالب على آياتها المكى بالاتفاق فضابط المكى إذن يشملها وتقدم معنا إخوتى الكرام أن ضابط المكى ما روعى فيه الزمان هو المعتمد وأن ما نزل قبل الهجرة فهو مكى وما نزل بعد الهجرة فهو مدنى وقلت هذا الضابط هو المعتمد من أقوال ثلاثة قيلت فى المسألة هناك قولان آخران مردودان لا يعول عليهما

المعتمد ما نزل قبل الهجرة مكى وما نزل بعد الهجرة مدنى فسورة لقمان نزلت قبل الهجرة بالاتفاق فهى مكية فمن أطلق القول بمكيتها لا يتعارض هذا مع استثناء شىء منها وعندما يسأل يقول هى مكية لما تطلب منه التفصيل يقول باستثناء ثلاث آيات كما ثبت فى الرواية الأولى عن ابن عباس رضي الله عنه.

القول الثالث: حكاه القرطبى فى تفسيره عن قتادة رحمه الله من أئمة التابعين ونقله ابن الجوزى فى زاد المسير والإمام الدانى عن عطاء إذن عن قتادة وعطاء أنها مكية باستثناء آيتين بدل ثلاث آيتين الآيتان المتقدمات بحذف الآية الثالثة ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة والتى قبلها ولو أن ما فى الأرض من شجرة أقلام هاتان الآيتان مدنيتان ما عداهما مكى.

والقول الرابع: ذكره ابن الجوزى عن الحسن فقال هى مكية باستثناء آية واحدة دون تحديد لها.

والرازى أراد أن يجمع بين هذا القول وبين ما قبله فقال هى مكية باستثناء آيتين على حسب قول قتادة وقول عطاء باستثناء آية واحدة على حسب قول الحسن وذكر الرازى أن الآية التى تستثنى على هذا القول هى الآية الرابعة فى بداية سورة لقمان وهى قول الله جل وعلا: {الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم بالآخرة هم يوقنون} .

إذن ثلاث آيات من سبع وعشرين فما بعدها وهذه الآية هذه غاية ما ادعى على أنه مدنى ما هو التحقيق فى هذا والتفصيل إليكم ذلك بعون الله.