روى ابن إسحاق فى المغازى عن عطاء ابن يسار والأثر رواه ابن أبى حاتم فى تفسيره عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبى صلى الله عليه وسلم عندما هاجر إلى المدينة جاءه أحبار اليهود فقالول نزل عليك فى مكة قول الله جل وعلا {ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا} كيف تزعم هذا وقد أعطانا الله التوراة وفيها تبيان كل شىء.
وفى بعض الروايات قالوا للنبى عليه الصلاة والسلام عنيت بذلك قومك أو نحن يعنى نحن معشر اليهود ندخل فى هذا وما أوتيتم من العلم إلا قليلا أو المراد بهذا خصوص قومك الأميين العرب فقال كلا عنيت وما أوتيتم من العلم إلا قليلا وصف ينطبق على جميع البشر فقالوا كيف تزعم هذا وقد أعطانا الله التوراة وفيها تبيان كل شىء فنزل جبريل على نبينا عليه الصلاة والسلام {ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله إن الله عزيز حكيم} لو قدر أن جميع شجر الدنيا أقلام يكتب بها وهذا البحر جىء بمدد له سبعة أبحر وصارت حبرا مدادا وهذه الأشجار أقلاما فكتب بتلك الأشجار وبمداد هذه البحار كلمات الله وعلم الله لتكسرت الأشجار والأقلام ونفدت مداد ومياه تلك البحور وما نفد علم العزيز الغفور سبحانه وتعالى.
فقال عليه الصلاة والسلام التوراة التى فيها تبيان كل شىء هى فى جنب علم الله قليل وما أوتيتم من العلم إلا قليلا.
فهذه الآية إذن نزلت فى المدينة المنورة ردا على اليهود عليهم لعائن ربنا المعبود الذين يقولون آتانا الله التوراة وفيها كل شىء فلا يجوز أن يقال عنا وما أوتيتم من العلم إلا قليلا فأنزل الله عليهم هذه الآية فى المدينة المنورة {ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله إن الله عزيز حكيم * ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة إن الله سميع بصير} .