للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يقال: أخفى وخفى، أخفى بمعنى أسر، أخفى بمعنى أظهر، خفى الشىء بمعنى أظهره، خفى الشىء بمعنى كتمه، من الألفاظ المتضادة، هذا مثل أسر {سواء منكم من أسر القول ومن جهر به ومن هو مستخفى بالليل وسارب بالنهار} أسروا قولكم: هنا بمعنى أخفوه واضح هذا، أسروا النجوى أخفوها الله جل وعلا يقول {وأسروا الندامة} يوم القيامة بمعنى أظهروها وأعلنوها فالإسرار بمعنى الإظهار وبمعنى الكتمان، فمثل الخوف يأتى بمعنى الوجل وبمعنى الأمل، وهذا الذى ألف فيه كتب الأضداد فى اللغة، وهنا الخائن الذى لايخفى له طمع، معنى لا يخفى: أى لا يظهر له طمع وإن دق إلا خانه، هذا صنفان من أهل النار خائن، والثالث رجل لا يصبح ولا يمسى إلا وهو يخادعك عن أهلك ومالك، يريد أن يعتدى على عرضك، أو أن يأخذ منك المال، خداع، والصنف الرابع: البخيل أو الكذاب، شك الراوى، والخامس: هو الشنظير، قيل وما الشنظير، قال: الفحاش أى سىء الخلق، الشاهد إخوتى الكرام من هذا الحديث، هو إنى منزل عليك كتابا لايغسله الماء تقرأه نائما ويقظان فإذا قول الله {تلك آيات الكتاب الحكيم} ذلك الكتاب الذى وعدت بغنزاله عليك هو المشار اليه، فالمشار إذا الى شىء غائب بعيد سبق ذكره فى أول بعثة نبينا صلى الله عليه وسلم وإرساله، ورد فى القرآن ما يشير الى هذا، فيكم من يستحضر أية لعلكم تحفظون سورتها لكن يغيب عنكم إستحضارها، سورة المزمل تحفظونها، هات الآية التى فيها {إنا سنلقى عليك قولا ثقيلا} هذا القول الثقيل هو القرآن أشير إليه فى هذه الآيات فى سورة المزمل هى من جملة ما قيل إنها أول ما نزل على الإطلاق من أقوال ستة أرجحها خمسة آيات من سورة العلق هذا الأرجح وويليها بعد ذلك فى القوة ويمكن يجمع به وبين القول الأول: سورة المدثر كما ثبت فى صحيح مسلم عن جابر والحديث الأول عن أمنا عائشة فى الصحيحين، وأقوال الأربعة بعد ذلك كلها لا تخلوا من ضعف ويمكن أن يتكلف للتأليف بينها وبين ما