نا عَبْدُ الرَّزَّاقِ
٢٥٣٠ - عَنْ مَعْمَرٍ , عَنِ الزُّهْرِيِّ , فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ} [الصافات: ١٠٢] قَالَ لَنَا الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَنَّهُ اجْتَمَعَ أَبُو هُرَيْرَةَ , وَكَعْبٌ فَجَعَلَ أَبُو هُرَيْرَةَ يُحَدِّثُ كَعْبًا , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَجَعَلَ كَعْبٌ يُحَدِّثُ أَبَا هُرَيْرَةَ عَنِ الْكُتُبِ , فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لِكُلِّ نَبِيٍّ دَعْوَةً مُسْتَجَابَةً , وَإِنِّي خَبَّأْتُ دَعْوَتِي شَفَاعَةً لِأُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ» فَقَالَ لَهُ كَعْبٌ: أَنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: نَعَمْ , ⦗٩٦⦘ قَالَ كَعْبٌ: فِدَاهُ أَبِي وَأُمِّي , أَوْ فِدًى لَهُ أَبِي وَأُمِّي , أَفَلَا أَخْبَرَكَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ لَمَّا رَأَى ذَبْحَ ابْنِهِ إِسْحَاقَ قَالَ الشَّيْطَانُ: إِنْ لَمْ أَفْتِنْ هَؤُلَاءِ عِنْدَ هَذِهِ لَمْ أَفْتِنْهُمْ أَبَدًا , فَخَرَجَ إِبْرَاهِيمُ بِابْنِهِ لِيَذْبَحَهُ , فَذَهَبَ الشَّيْطَانُ فَدَخَلَ عَلَى سَارَةَ فَقَالَ: أَيْنَ ذَهَبَ إِبْرَاهِيمُ بِابْنِكِ؟ قَالَتْ: غَابَ لِبَعْضِ حَاجَتِهِ , فَقَالَ: إِنَّهُ لَمْ يَغْدُ بِهِ لِحَاجَتِهِ , إِنَّمَا ذَهَبَ بِهِ لِيَذْبَحَهُ , قَالَتْ: وَلِمَ يَذْبَحُهُ؟ قَالَ: يَزْعُمُ أَنَّ رَبَّهُ أَمَرَهُ بِذَلِكَ , قَالَتْ: فَقَدْ أَحْسَنَ أَنْ يُطِيعَ رَبَّهُ , فَخَرَجَ الشَّيْطَانُ فِي أَثَرِهِمَا , فَقَالَ لِلْغُلَامِ: أَيْنَ يَذْهَبُ بِكَ أَبُوكَ؟ فَقَالَ: لِحَاجَتِهِ , قَالَ: إِنَّمَا يَذْهَبُ بِكَ لِيَذْبَحَكَ , قَالَ: وَلِمَ يَذْبَحُنِي؟ قَالَ: يَزْعُمُ أَنَّ رَبَّهُ أَمَرَهُ بِذَلِكَ , قَالَ: فَوَاللَّهِ لَئِنْ كَانَ اللَّهُ أَمَرَهُ بِذَلِكَ لَيَفْعَلَنَّ , قَالَ: فَتَرَكَهُ وَلَحِقَ بِإِبْرَاهِيمَ فَقَالَ: أَيْنَ غَدَوْتَ بِابْنِكِ؟ فَقَالَ: لِحَاجَةٍ , قَالَ: فَإِنَّكَ لَمْ تَغْدُ بِهِ لِحَاجَةٍ , إِنَّمَا غَدَوْتَ بِهِ لِتَذْبَحَهُ , قَالَ: وَلِمَ أَذْبَحُهُ؟ قَالَ: تَزْعُمُ إِنَّ رَبَّكَ أَمَرَكَ بِذَلِكَ , قَالَ: فَوَاللَّهِ لَئِنْ كَانَ اللَّهُ أَمَرَنِي بِذَلِكَ لَأَفْعَلَنَّ , فَتَرَكَهُ وَيَئِسَ أَنْ يُطَاعَ , قَالَ {فَلَمَّا أَسْلَمَا} [الصافات: ١٠٣] قَالَ مَعْمَرٌ وَقَالَ قَتَادَةُ: فَلَمَّا أَسْلَمَا أَمْرَ اللَّهِ بَيْنَهُمَا {وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ} [الصافات: ١٠٣]
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute