للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ:

٥٨٨ - نا مَعْمَرٌ , قَالَ: أَخْبَرَنِي رَجُلٌ , عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو , عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ , قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ , فَقَالَ: «أَرَأَيْتَ أَشْيَاءَ تَخْتَلِفُ عَلَيَّ مِنَ الْقُرْآنِ؟» قَالَ: «مَا هُوَ؟ أَشَكٌّ فِي الْقُرْآنِ؟» قَالَ: لَيْسَ بِشَكٍّ , وَلَكِنِ اخْتِلَافٌ , قَالَ: «فَهَاتِ مَا اخْتُلِفَ عَلَيْكَ مِنْ ذَلِكَ» قَالَ: أَسْمَعُ اللَّهَ يَقُولُ: {ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ} [الأنعام: ٢٣] وَقَالَ: {وَلَا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا} [النساء: ٤٢] فَقَدْ كَتَمُوا , قَالَ: وَمَاذَا؟ قَالَ: فَأَسْمَعُهُ يَقُولُ: {فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ} [المؤمنون: ١٠١] وَقَالَ: {فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ} [الصافات: ٥٠] , وَقَالَ: {أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ} [فصلت: ٩] حَتَّى بَلَغَ {طَائِعِينَ} [فصلت: ١١] , وَقَالَ فِي الْآيَةِ الْأُخْرَى: {السَّمَاءُ بَنَاهَا رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا} [النازعات: ٢٨] ثُمَّ قَالَ: {وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا} [النازعات: ٣٠] قَالَ: وَأَسْمَعُهُ يَقُولُ: {وَكَانَ اللَّهُ} [النساء: ١٧] مَا شَأْنُهُ يَقُولُ: {وَكَانَ اللَّهُ} [النساء: ١٧]

⦗٤٥٨⦘ ؟ قال فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: أَمَّا قَوْلُهُ تَعَالَى: {ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ} [الأنعام: ٢٣] فَإِنَّهُمْ لَمَّا رَأَوْا يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ لِأَهْلِ الْإِسْلَامِ , وَيَغْفِرُ الذُّنُوبَ , وَلَا يَغْفِرُ شِرْكًا , وَلَا يَتَعَاظَمُهُ ذَنْبٌ أَنْ يَغْفِرَهُ جَحَدَ الْمُشْرِكُونَ , فَقَالُوا: وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ , رَجَاءَ أَنْ يَغْفِرَ لَهُمْ , فَخَتَمَ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ , وَتَكَلَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ , فَعِنْدَ ذَلِكَ: {يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوَا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ وَلَا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا} [النساء: ٤٢] وَأَمَّا قَوْلُهُ تَعَالَى: {فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ} [المؤمنون: ١٠١] فَإِنَّهُ إِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ , وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ عِنْدَ ذَلِكَ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ , ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ , وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ , وَأَمَّا قَوْلُهُ تَعَالَى: {قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ} [فصلت: ٩] فَإِنَّ الْأَرْضَ خُلِقتْ قَبْلَ السَّمَاءِ , وَكَانَتِ السَّمَاءُ دُخَانًا , فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ بَعْدَ خَلْقِ الْأَرْضِ , وَأَمَّا قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا} [النازعات: ٣٠] فَيَقُولُ: «جَعَلَ فِيهَا جِبَالًا , جَعَلَ فِيهَا نَهْرًا , جَعَلَ فِيهَا شَجَرًا , جَعَلَ فِيهَا بُحُورًا»

<<  <  ج: ص:  >  >>