للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

٦٣ - حَدَّثَنَا أَبُو طَالِبٍ الْكَاتِبُ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْجَهْمِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْهَيْثَمِ بْنِ خَالِدٍ الْخَيَّاطُ، وَغَيْرُهُمَا قَالُوا: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ مُحَمَّدِ ابْنِ أُخْتِ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ عُثْمَانَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَتَانِي جِبْرِيلُ وَفِي كَفِّهِ كَالْمِرْآةِ الْبَيْضَاءِ فِيهَا كَالنُّكْتَةِ السَّوْدَاءِ , فَقُلْتُ: مَا هَذِهِ فِي كَفِّكَ يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هِيَ الْجُمُعَةُ , قُلْتُ: وَمَا الْجُمُعَةُ: قَالَ: لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ قُلْتُ: وَمَا لَنَا فِيهَا؟ قَالَ: يَكُونُ عِيدًا لَكَ وَلِقَوْمِكَ مِنْ بَعْدِكَ، فَيَكُونُ الْيَهُودُ، وَالنَّصَارَى تَبَعًا لَكَ، وَفِيهَا سَاعَةٌ لَا يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ يَسْأَلُ اللَّهَ شَيْئًا لَهُ فِيهِ قَسْمٌ إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ، أَوْ لَيْسَ لَهُ قَسْمٌ إِلَّا ادَّخَرَ لَهُ عِنْدَهُ مَا هُوَ أَعْظَمُ مِنْهُ. قَالَ: قُلْتُ: وَمَا هَذِهِ النُّكْتَةُ فِيهَا؟ قَالَ: هِيَ السَّاعَةُ، وَهِيَ تَقُومُ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ، وَهُوَ عِنْدَنَا سَيِّدُ الْأَيَّامِ، وَنَحْنُ نُسَمِّيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: يَوْمَ الْمَزِيدِ. قُلْتُ: وَمِمَّ ذَاكَ يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: لِأَنَّ رَبَّكَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى اتَّخَذَ فِي الْجَنَّةِ وَادِيًا أَفْيَحَ مِنْ مِسْكٍ أَبْيَضَ، مَنْ دَخَلَهُ أَفْلَحَ قَالَ: فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ نَزَلَ تَعَالَى عَلَى كُرْسِيِّهِ فِي عِلِّيِّينَ ثُمَّ حُفَّ الْكُرْسِيُّ بِمَنَابِرَ مِنْ ذَهَبٍ مُكَلَّلَةٍ بِالْجَوْهَرِ، ثُمَّ جَاءَ النَّبِيُّونَ حَتَّى يَجْلِسُوا عَلَى تِلْكَ الْمَنَابِرِ، ثُمَّ حُفَّتِ الْمَنَابِرُ بِكَرَاسِيَّ مِنْ نُورٍ، ثُمَّ جَاءَ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ حَتَّى يَجْلِسُوا عَلَى تِلْكَ الْكَرَاسِيِّ، ثُمَّ يَنْزِلُ أَهْلُ الْغُرَفِ حَتَّى يَجْلِسُوا عَلَى ذَلِكَ ⦗١٧٩⦘ الْكَثِيبِ، ثُمَّ يَتَجَلَّى لَهُمْ رَبُّهُمْ عَزَّ وَجَلَّ فَيَقُولُ: أَنَا الَّذِي صَدَقْتُكُمْ وَعَدِي، وَأَنْزَلْتُكُمْ دَارِي، فَاسْأَلُونِي قَالَ: فَيَسْأَلُونَهُ الرِّضَا قَالَ: فَيَقُولُ: رِضَايَ أَنَالُكُمْ كَرَامَتِي، وَأُنْزِلَكُمْ دَارِي قَالَ: فَيُفْتَحُ لَهُمْ فِي مَجْلِسِهِمْ ذَلِكَ مَا لَمْ يَخْطُرْ عَلَى قَلْبِ بِشْرٍ، وَلَمْ يَنْطِقْ بِهِ لِسَانٌ، وَلَمْ تَرَهُ عَيْنٌ، وَلَمْ تَسْمَعْهُ أُذُنٌ قَالَ: ثُمَّ يَرْتَفِعُ عَلَى كُرْسِيِّهِ، فَيَرْتَفِعُ مَعَهُ النَّبِيُّونَ وَالصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ، وَيَرْجِعُ أَهْلُ الْغُرَفِ إِلَى غُرَفِهِمْ فِي دُرَّةٍ بَيْضَاءَ لَيْسَ فِيهَا فَصْمٌ وَلَا قَصْمٌ. أَوْ زُمُرُّدَةٌ خَضْرَاءُ أَوْ يَاقُوتَةٌ حَمْرَاءُ فِيهَا غُرَفُهَا وَأَبْوَابُهَا مُطَّرِدَةٌ فِيهَا أَنْهَارُهَا، مُدَلَّاةٌ فِيهَا ثِمَارُهَا، فِيهَا خَدَمُهَا وَأَزْوَاجُهَا قَالَ: فَلَيْسُوا إِلَى شَيْءٍ أَحْوَجَ مِنْهُمْ إِلَى يَوْمِ الْجُمُعَةِ لِيَزْدَادُوا نَظَرًا مِنْ وَجْهِ رَبِّهِمْ عَزَّ وَجَلَّ أَوْ يَزْدَادُوا كَرَامَةً "

<<  <   >  >>