هذا الحديث حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((يضحك الله إلى رجلين)) وفي هذا إثبات صفة الضحك لله -جل وعلا-، على ما يليق بجلاله وعظمته، ((إلى رجلين يقتل أحدهما الآخر يدخلان الجنة يقاتل هذا في سبيل الله فيقتل)) ينال الشهادة على يد هذا الرجل الذي قتله ظلماً وعدواناً، ثم يتوب الله -جل وعلا- على هذا القاتل، يوفق هذا القاتل إلى التوبة النصوح بشروطها، والتوبة تهدم ما كان قبلها، قد يكون هذا القاتل كافر ثم يسلم، الإسلام يجب ما قبله، أو يكون عاصياً باغياً يقتل أخاه المسلم بغير جناية، ثم يمنّ عليه الرب -جل وعلا- بالتوبة النصوح التي تهدم ذلك الذنب العظيم، فيسلم إن كان كافراً، أو يتوب إن كان باغياً، فيقاتل في سبيل الله فيقتل فيستشهد، وكل من الشهيد الأول والشهيد الثاني في الجنة، ولا شك أن أمرهما عجب، يجتمع اثنان في الجنة أحدهما قتل الآخر، مع ما جاء من نصوص الكتاب والسنة القطعية من تعظيم شأن القتل، وهذا القاتل والمقتول كلاهما في الجنة، بالمقابل جاء:((إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار)) هنا القاتل والمقتول في الجنة، وهناك القاتل والمقتول في النار، لأنه هنا قتل المقتول ظلماً فهو شهيد، تاب هذا القاتل فقتل مثل أخيه ظلماً فنال الشهادة، أما في الحديث الآخر، ((إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار)) إذا تقاتلا على الباطل، وفي الفتن الذي لا يدرى ما وجهها، لا شك أن مثل هذا القاتل ارتكب أمراً عظيماً وجرماً خطيراً فهو في النار، والمقتول؟ قالوا: هذا القاتل فما بال المقتول؟ قال:((كان حريصاً على قتل صاحبه)) فبنيته دخل النار، وهذا من أحاديث الوعيد، يدخلون النار إذا كانوا مسلمين ثم ينقون ويعذبون ومآلهم -إن شاء الله تعالى- إلى الجنة، على كل حال القتل شأنه عظيم، وخطره جسيم، والإقدام عليه دلالة على رقة في الدين، أو خلل في العقيدة، والله المستعان.