((ما منكم من أحدٍ)) أحد نكرة في سياق النفي ودخلت عليها (من) للتأكيد، لتأكيد هذا العموم ((إلا سيكلمه ربه)) ما منكم الخطاب لمن؟ لكل من يتأتى منه المخاطبة من المسلمين، ومن أهل العلم من يقول: من المخلوقين، من المسلمين وغيرهم؛ لكن الخطاب لا شك أنه للمسلمين، ((ما منكم من أحدٍ)) لمن ينتفع بالخطاب ((إلا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان)) يناقش الناس، يناقش الخلائق كلهم، منذ أول مخلوق إلى آخر مخلوق، يعني إذا كنت في مدرسة فيها ثلاثمائة طالب هل يتولى الامتحان شخص واحد أو لجان؟ لجان الامتحانات؛ لكن تصور الخلائق، تصور الخلائق منذ بدء الخليقة من آدم إلى قيام الساعة، كل واحد بنفسه يكلمَّ ويناقش! قدرة مذهلة؛ لكن الذي يخلق العباد ويرزق هؤلاء العباد بكلمة من غير أدنى لغوب ولا مشقة يناقشهم بدون مشقة، وبدون واسطة، وإلا المناقشة لو كل واحد، تشوفون أنتم المقابلات الشخصية تجد المقابلة فيها خمسة طلاب تحتاج إلى يوم يومين ثلاثة، مقابلات شخصية وأسئلة ومناقشات، عن ثلاثة أسئلة أربعة خمسة لكن يناقش في جميع ما فعله طيلة حياته، فعلت كذا، فعلت يوم كذا، في يوم كذا فعلت كذا، صنعت كذا، الناس كلهم القدرة الإلهية فوق ما يتخيله الإنسان، فالذي يرزق الناس في ساعة يناقشهم في ساعة، إيش المانع؟ ((ما منكم من أحدٍ إلا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان)) ترجمان: هو الذي يبلغ من لغة إلى لغة، ينقل الكلام من لغة إلى لغة، وقد يطلق على من يوصل الكلام ولو بنفس اللغة، ولذا يقول نصر بن عمران أبو جمرة، نصر بن عمران الضبعي كنت أترجم بين يدي ابن عباس، ابن عباس بالعربية ويكلم عرب، إيش معنى يترجم؟ يعني ينقل كلامه لمن بعد عنه، هذا ترجمان، فما يحتاج الله -جل وعلا- ليس بحاجة إلى ترجمان ليبلغ الناس كلامه، كل واحد بمفرده يقرر على جميع فعله، منذ أن كلف إلى أن مات.